رواه يحيى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه، عن عائشة. وروى عمرو
بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: "مكثت فاطمة بعد النَّبِيّ
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثة أشهر. وما [رؤيت] ضاحكة بعد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلَّا أنهم قد
امتروا في طَرف نابها". وروي عن أبي جعفر الباقر؟ أنَّها أيضًا توفيت
بعده بستة أشهر. وقال ابن إسحاق: تُوفيت بنت ثمان وعشرين سنة،
وُلدت وقُريش تبني الكعبة. وقال ابن عبد البر: قيل: توفيت بعده -
عليه السلام - بستة أشهر إلَّا ليلتين، وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلت من
شهر رمضان، وغسلها زوجها وأشارت عليه أن يدفنها ليلا، فصلى
عليها. وقيل: صلى عليها العباس بن عبد المطلب ودخل قبرها هو
وعلي والفضل. وروي أن أبا بكر صلى عليها. وقال الواقدي والمدائني:
توفيت في ثالث رمضان سنة إحدى عشرة. وقال غيره: عاشت بعد
النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمانية أشهر. وعن ابن بريدة قال: عاشت بعده سبعين يومًا.
وحكى الزبير بن بكار أن عبد الله بن حسن دخل على هشام وعنده
الكَلْبي فقال هشام: يا أبا محمد، كم بلغت فاطمة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -
من السن؟ فقال: ثلاثين سنة. فسأل الكلبي قال: بلغت خمسًا
وثلاثين. فقال هشام لعبد الله: أما تسمع؟ فقال: يا أمير المؤمنين،
سلني عن أمي، وسل الكلبي عن أمه.
قلت: على ما مر من زواج علي بها ولها خمس عشرة
سنة ونصف يكون عمرها أربعًا وعشرين سنة وأشهرًا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -
وليس لها في الصحيح سوى حديث عائشة عنها، وقد ذكر قولها: "يا
أنس، كيف طابت أنفسكم". وقد مر.
8719 - [د س]: فاطمة (?) بنت أبي حبيش قيس بن المطلب بن أسد بن
عبد العزى الأسدية التي استحيضت، وكانت من المهاجرات.