غزا أرض الروم فكان يصوم وقال: لو حضر قتال لأفطرت. وقال أبو
المليح الرقي، عن يزيد بن يزيد بن جابر: كان (?) أبو مسلم الخولاني
يكثر أن يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان، وكان يقول: اذكر الله
حتى يرى الجاهل أنك مجنون.
وقال إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن لقمان بن
عامر قال: كان أبو مسلم يذكر الله، فقال رجل: أمجنون هذا؟ !
فقال أبو مسلم: ليس هذا مجنون، ولكن هذا دواء الجنون.
وقال بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي مسلم الخولاني: أنه كان
إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر، قال: أجيزوا بسم الله. ويمر بين
أيديهم فيمرون بالنهر الغمر فربما لم يبلغ من الدواب إلا في الركب أو
بعض ذلك، فإذا جازوا قال للناس: هل ذهب لكم من شيء، فمن
ذهب له شيء فأنا ضامن له فألقى بعضهم مخلاته عمدًا فلما جازوا قال:
مخلاتي. فقال: اتبعني فاتبعه فإذا المخلاة قد تعلقت ببعض أعواد
النهر، قال: خذها.
وروى (?) عنبسة بن عبد الواحد، عن عبد الملك بن عمير قال: كان
أبو مسلم إذا استسقى سقي.
وقال الوليد بن مسلم عن [ابن] (?) أبي العاتكة: أن أبا مسلم
اشترى بغلة فقالت امرأته: أدع فيها بالبركة. فقال: اللهم بارك فيها
فأصبحت ميتة، ثم اشترى أخرى فكذلك، ثم اشترى ثالثة فقالت:
ادع فيها بالبركة. فقال: اسكتي يا حمقاء اللهم متعنا بها.