وآخرون. وكان من كبار الأئمة.

قال أبو بكر الخطيب: حمل إلى بغداد وأريد على القول بخلق

القرآن فامتنع؛ فحبس إلى أن مات، وكان صالحًا متعبدًا زاهدًا. قال

أبو نعيم: عبد الملك بن محمد الجرجاني سمعت الربيع بن

سليمان، سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول: كان أبو يعقوب

البويطي جاري فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي.

قال الربيع: وكان أبو يعقوب أبدًا يحرك شفتيه بذكر الله -تعالى-،

وسمعته يقول: إنما خلق الله كل شىِء بكن فإن كانت كن مخلوقة

فمخلوق خلق مخلوقًا. وعن الربيع قال: ما رأيت أحدًا أبرع بحجة من

كتاب الله -عز وجل- من البويطي. وقال ابن أبي حاتم: في كتابي

عن الربيع بن سليمان قال: كان لأبي يعقوب البويطي من الشافعي

منزلة، وكان ربما سأله الرجل عن المسألة فيقول: سل أبا يعقوب. فإذا

أجاب أخبره، فيقول: هو كما قال. قال: وربما جاء إلى الشافعي

رسول صاحب الشرطة فيوجه الشافعي أبا يعقوب ويقول: هذا لساني.

وقال الأصم: رأيت أبي في النوم فقال: عليك بكتاب البويطي فليس

في الكتب أقل خطأ منه، وقال محمد بن بشر العكري: سمعت الربيع

يقول: كنت عند الشافعي أنا والمزني وأبو يعقوب البويطي فقال لي:

أنت تموت في الحديث. وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد. وقال

للمزني: هذا. لو ناظره الشيطان قطعه أو جَدَلَهُ. قالى الربيع: فدخلت

على البويطي أيام المحنة فرأيته مُقَيدًا إلى أنصاف ساقيه مغلولة يداه إلى

عنقه. قال أبو سعيد بن يونس: كان متقشفًا، حمل من مصر وسجن

ببغداد، ومات في السجن والقيد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. والصحيح:

سنة إحدى قاله جماعة، وقال موسى بن هارون: في رجبها وشهدت

جنازته رحمه الله- تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015