قلت (?): كان من بيت علم وقرآن وفيه يقول الشاعر:

أبوه من القراء كان وجده ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدري

تفرده محض الصواب ووجهه ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر

وكان أقرأ الناس في زمانه، قرأ القرآن على: أبي المنذر سلام بن

سليم, وأبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب بن

شُرْنفة، وتصدر للإقراء والعلم، قرأ عليه: روح بن عبد المؤمن،

ومحمد بن المتوكل رويس، والوليد بن حسان، وأحمد بن عبد الخالق

الضرير، وأبو عُمر الدوري، وأبو حاتم السجستاني، وآخرون. وآخر

من حدث عنه الكديمي، قال أبو حاتم: هو أعلم من رأيت بالحروف

والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو. وقال طاهر بن

غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب في

الصلوات. وقال علي بن جعفر السعيدي وكان من أئمة القراء: كان

يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه. وقال أبو القاسم

الهذلي: لم يُر في زمن يعقوب مثله، كان عالمًا بالعربية واختلاف القرآن

فاضلاً تقيًا نقيًا ورعًا زاهدًا، بلغ من أمره أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو

في الصلاة ولم يشعر [ورد إليه] (?) ولم يشعر؛ وذلك لشغله بالصلاة

رحمه الله تعالى.

* [س]: يعقوب بن أوس، ويقال: عقبة. مر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015