يزال قائمًا. حتى يصلي الغداة بذلك الوضوء نيفًا وأربعين سنة. وقال
محمد بن إسماعيل الصائغ (?): قال رجل ليزيد بن هارون: كم
جزؤك؟ قال: وأنام من الليل شيئًا؟ , إذًا لا. أنام الله عيني. وقال
يعقوب بن شيبة (?): كان يزيد يعد من الآمرين بالمعروف والناهين عن
المنكر. وقال ابن عرعرة (?): قال لي يحيى بن أكثم: قال لنا المأمون:
لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق. فقيل: ومن يزيد
حتى يتقى؟ قال: ويحك إني لا أتقيه لا أن له سلطنة، ولكن أخاف إن
أظهرته فيرد علي، فيختلف الناس وتكون فتنة. وروى (?) عباس بن عبد
العظيم وأحمد بن سنان، عن سنان بن يحيى أنه سمع يزيد بن هارون
يقول: من قال: القرآن مخلوق؛ فهو زنديق.
قال يعقوب بن شيبة: توفي بواسط في ربيع الآخرة سنة ست
ومائتين. وقال أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون (?): كنت عند أحمد
ابن حنبل وعنده رجلان فقال أحدهما: رأيت يزيد بن هارون فقلت: ما
فعل الله بك؟ قال: غفر لي وشفعني وعاتبني، وقال: أتحدث عن
(حريز) (?) بن عثمان. قلت: يا رب، ما علمت إلا خيرًا. قال: إنه
كان يبغض عليًّا -رضي الله عنه - وقال الآخر: رأيته في
المنام فقلت: هل أتاك منكر ونكير؟ قال: إي والله، وسألاني من
ربك، وما دينك؟ فقلت: المثلي يقال هذا وأنا كنت أعلم الناس بهذا في
دار الدنيا؟ , فقالا لي: "صدقت".