تصير هباء منثورًا وتصير كذا ويبقى على يزيد الحساب. ثم يبكي فما
أفقد [بكاءه] (?) حتى يطلع الفجر. وقال ابن سماك، عن أشعث بن
سوار: دخلت على يزيد الرقاشي فقال: يا أشعث، تعال حتى نبكي
على الماء البارد يوم الظمأ. ثم قال: [وا] (?) لهفاه، سبقني العابدون
وقطع بي. قال: وكان قد صام ثلاثين أو أربعين سنة. وقال معتمر بن
سليمان: قال يزيد الرقاشي: أتروني أتهنأ بالحياة وأنا أعلم أن الموت
مصيري؟ ! وكان قد بكى حتى تساقطت أشفاره. وعن هشام بن حسان
قال: بكي يزيد الرقاشي أربعين عامًا حتى تساقطت أشفاره، وأظلمت
عيناه، وتغيرت مجاري دموعه. وعن ابن السماك قال: كان يزيد
يقول: أيها المتفرد في حفرته المتخلي في القبر بوحدته، المستأنس في بطن
الأرض بأعماله، ليت شعري، بأي أعمالك استبشَرت، وبأي إخوانك
اغتبطت؟ ثم يبكي حتى تبتل عمامته ثم يقول: استبشَرَ والله بأعماله
الصالحة، واغتبط والله بإخوانه المتعاونين على الطاعة. وقيل: كان
يبكي حتى يسقط، ثم يفيق، ثم يسقط فيحمل مغشيًّا عليه إلى أهله.
وقال الأصمعي، عن عبد الله بن عمر النمري: سمعت يزيد الرقاشي
وتمنى قوم عنده أماني فقال يزيد: أتمنى؟ قالوا: تمن. قال: يا ليتنا لَمْ
نخلق، وليتنا إذ خلقنا لَمْ نمت، وليتنا إذا متنا لَمْ نحاسب، وليتنا إذا
حوسبنا لَمْ نعذب، وليتنا إذا عذبنا لَمْ نخلد. وليزيد أخبار كثيرة في
البكاء والخوف والمواعظ.
7730 - [ع]: يزيد (?) بن إبراهيم التستري أبو سعيد
البصري مولى بني تميم.
عن: الحسن، وابن سيرين، وابن أبي مليكة، وعطاء، وقتادة،
وجماعة.