قال ابن سعد: وولاه عمر صدقات بني تغلب، وولاه عثمان الكوفة
بعد سعد، ثم عزله، فلم يزل بالمدينة [حتى بويع علي] (?)، ثم
تحول إلى الرقة واعتزل الفتنة حتى مات بالرقة، وقبره بعين الرومية على
مرحلة من الرقة وكانت ضيعة له، وولده بالرقة إلى اليوم. وقال
مصعب: كان من رجال قريش وشعرائهم، نزل الرقة، وأخوه عمارة
نزل الكوفة. وقال ابن عبد البر: أظن الوليد يوم الفتح كان قد ناهز
الاحتلام. وقيل: بل كان رجلا ... إلى أن قال بعد أن وهى حديثه في
التضميخ بالخلوق: ولا خلاف بين أهل العلم بتاويل القرآن فيما علمت
أن قوله عز وجل: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ} (?) نزلت في
الوليد بن عقبة، وذلك أنه بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني المصطلق
[مصدقًا] (?) فأخبر عنهم أنهم ارتدوا ... وذكر الحديث إلى أن قال:
ثم ولاه عثمان الكوفة، فلما قدم على سعد قال له سعد: والله ما أدري
أَكِسْتَ بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تَجْزَعَنَّ أبا إسحاق فإنما هو
المُلك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون. فقال: أراكم والله ستجعلونها ملكًا.
قال الأصمعي وأبو عبيدة وغيرهما: كان فاسقًا شريبًا شاعرًا كريمًا. قال
ابن عبد البر: أخباره كثيرة في شربه الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي. قال
ضمرة، عن ابن شبوذب: صلى الوليد باهل الكوفة الصبح أربعًا ثم
التفت فقال: أزيدكم؟ فقال ابن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ
ليوم. وعن [الأجلح] (?)، عن الشعبي قال: قال الحطيئة:
شهد الحُطَيْئةُ يوم يلقى ربه ... أن الوليدَ أحق بالعذرِ