سمعت هشيمًا يقول: سمعت من الزهري نحوًا من مائة حديث فلم
اكتبها، وسمعت من أبي الزبير ثمانية. وقال إبراهيم الهروي: كتب
هشيم، عن الزهري نحوًا من ثلاثمائة حديث. فكانت في صحيفة فإنما
سمع منه بمكة، فكان يظن أن الصحيفة في الحمل، فجاءت الريح
فرمت الصحيفة فلم يجدها، و [حفظ] (?) هشيم منها تسعة أحاديث.
وقال أحمد بن منيع: روى عن هشيم من القدماء: شعبة وسفيان
ومالك. وعن هشيم قال: كان جدي القاسم ووالد شعبة شريكين في بناء
قصر الحجاج - يعني: بواسط. وقال حماد بن زيد: ما رأيت في
المحدثين أنبل من هشيم. وقال محمد بن عيسى بن الطباع: قال عبد
الرَّحمن بن مهدي: كان هشيم [أحفظ] (?) للحديث من سفيان
الثوري، وكان يقوى من الحديث على شيء لَمْ يكن يقوى عليه سفيان،
وسمعت وكيعًا يقول: نحوا عني هشيمًا، وهاتوا من شئتم - يعني: في
المذاكرة! وقال ابن مهدي: هشيم في حصين أثبت من سفيان وشعبة.
وقال علي بن حجر: هشيم في أبي بشر مثل ابن عيينة في الزهري.
وقال - عنبسة بن سعيد عن ابن المبارك قال: من غير الدهر حفظه فلم يغير
حفظ هشيم. وقال العجلي: هشيم ثقة يدلس. وسئل أبو حاتم عن
هشيم ويزيد بن هارون فقال هشيم أحفظ منه ومن أبي عوانة.
وسئل أبو زرعة عن جرير وهشيم فقال: هشيم أحفظ. وقال ابن سعد:
ثقة جحة إذا قال: أخبرنا، وما لَمْ يقل فيه: أخبرنا، فليس بشيء.
وقال إبراهيم العربي: حفاظ الحديث أربعة كان هشيم شيخهم؛ يحفظ
المقاطيع حفظًا عجيبًا، كان يقول: يونس عن الحسن كذا وكذا، مغيرة
عن إبراهيم مثله ويزعمون أنه ما [رئي] (?) له إلَّا دفتر واحد وكان،