ودعاء وتضرعًا. وقال محمد بن علي بن [عفان] (?): حدثنا علي بن
حفص البزاز، سمعت حفص بن عبد الرحمن، سمعت مسعرًا يقول:
دخلت المسجد ليلة فرأيت رجلا يصلي فقرأ سُبعًا فقلت: يركع. ثم قرأ
الثلث، ثم النصف، فلم يزل يقرأ حتى ختم في الركعة فنظرت فإذا هو
أبو حنيفة. وعن خارجة بن مصعب قال: ختم القرآن في ركعة أربعة:
عثمان، وتميم الداري، وسعيد بن جبير، وأبو حنيفة. وعن يحيى بن
نصر قال: ربما ختم أبو حنيفة القرآن في رمضان ستين ختمة،
قال سليمان بن الربيع: حدثنا حبان بن موسى، سمعت ابن المبارك
يقول: (قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها فقالوا: أبو حنيفة. قال
سليمان: فسمعت مكي بن إبراهيم يقول: جالست الكوفيين فما رأيت
أورع من أبي حنيفة. وقال حامد بن آدم: سمعت ابن المبارك) (?)
[يقول: ما رأيت أحدًا أورع من أبي حنيفة] (?) قد جرب بالسياط
والأموال. وعن عبجد الله بن عمرو الرقي قال: كلم ابن هبيرة أبا
حنيفة أن يلي قضاء الكوفة فأبى، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط في
كل يوم عشرة أسواط ثم خلاه. وقال سليمان بن أبي شيخ: حدثني
الربيع بن عاصم قال: أرسلتي يزيد بن عمر بن هبيرة فأتيته بأبي حنيفة،
فأراده على بيت المال فأبى، فضربه أسواطًا. وعن مغيث
ابن بديل قال: قال خارجة بن مصعب: أجاز المنصور أبا حنيفة بعشرة
آلاف درهم فدعي ليقبضها فشاورني وقال: هذا رجل إن رددتها عليه
غضب. فقلت: إن هذا المال عظيم في عينه فإذا دعيت لتقبضها فقل:
لم يكن هذا أملي [من] (?) أمير المؤمنين. فدعي ليقبضها فقال ذلك