عن: سمرة، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم.

وعنه: سماك بن حرب، وأبو إسحاق، وغيرهما.

وقد ارتد قومه فقتل حذيفة مائة من أعيانهم، وسبى ذراريهم وبعث

بهم إلى الصديق فيهم أبو صفرة صبي، ثم مات الصديق فأطلقهم عمر،

وقال: أنتم أحرار. وقال الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق قال: ما

رأيت أميرًا كان أفضل من المهلب، وفىِ رواية قيل له: لمَ رويت عن

المهلب؟ قال: لأني لم أر أميرًا أيمن نقيبة منه، ولا أشجع لقاء، ولا

أبعد مما يكره، ولا أقرب مما يحب من المهلب. قال محمد بن سلام

الجمحي: كان بالبصرة أربعة كل رجل منهم في زمانه لا يعلم في

الأمصار مثله الأحنف بن قيس في عفافه، وحلمه، ومنزلته من عليّ.

والحسن في زهده، وفصاحته، وسخائه، وموقعه من قلوب

الناس والمهلب بن أبي صفرة، فذكر أمره. وسوار بن عبد الله بن

القاضي في فضله وتحريه للحق. وكان المهلب فيما روي عنه يقول: ما

شيء أبقى للملك من العفو، وخير مناقب الملوك العفو، وكان يقول:

لأن يطيعني سفهاء قومي أحب إليّ من أن يطيعني حلماؤهم. قال

خليفة: مات سنة إحدى وثمانين. وقال جماعة: سنة اثنتين وثمانين،

زاد بعضهم: في ذي الحجة بمرو الرُّوذ. وقيل: سنة ثلاث.

ورثاه نهار بن توسعة بقوله:

لله دركم غداة دفنتم ... سُمُّ العُداةِ ونابلا لا يحظرُ

إن تدفنوه فإن مثلَ بلائِهِ ... في المسلمين وذكرَه لا يُقْبَرُ

كان المدافعُ دونَ بيضةِ مِصرِه ... والجابِرُ العظَمِ الذي لا يُجبَرُ

والكافيَ الثغرِ المَخُوْفِ بحزمه ... وبيُمن طائِرِه الذي لا ينكَرُ

كل أمرئ وَلِيَ الرعيةَ بَعْده ... بدل لعمرِ أبيكَ منه أعورُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015