أحمد بن حنبل: ليس أحد أروى عن مجاهد [من] (?) منصور إلا ابن
أبي نجيح، وأثبتهم في إبراهيم النخعي. قال: الحكم، ثم منصور.
وقال ابن معين: إذا اجتمع منصور والأعمش فقدم منصورًا ومنصور أثبت
من الحكم. وقال عبد الرزاق: حدث سفيان يومًا بحديث عن منصور،
عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله فقال: هذا الشرف على
الكراسي. وقال أبو حاتم: منصور متقن لا يخلط ولا يدلس. وقال
أحمد العجلي: ثقة ثبت، كان أثبت أهل الكوفة كأن حديثه القدح، لا
يختلف فيه أحد، متعبد رجل صالح، أكره على قضاء الكوفة فحكم
شهرين، ولاه يوسف بن عمر، وروى من الحديث أقل من ألفين، كان
فيه تشيع قليل ولم يكن بغالٍ، وكان قد عمش من البكاء، صام ستين
سنة وقامها، وكان يجلس في مجلس القضاء فإن جلس خصمان بين يديه
فقصا قصتهما قال: يا هذان إنكما [تختصمان إليّ] (?) في شيء لا علم
لي به فانصرفا، فأُعفي من القضاء. قال: وقالت فتاة لأبيها: يا أبة
الأسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت؟ قال: يا بُنية ذاك منصور
يصلي بالليل فمات. وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة، وقام ليلها،
وكان يبكي الليل كله، فتقول له أمه: يا بني قتلت قتيلا؟ ! فيقول: أنا
أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا أصبح كَحَّل عينيه ودهن رأسه وبرَّق شفتيه
وخرج إلى الناس. أخذه يوسف بن عمر يريده على القضاء فامتنع
فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيده، فجاءه خصمان فقعدا بين يديه،
فلم يسألهما ولم يكلمهما قال: فقيل ليوسف: لو إنك نثرت لحمه لم
يل القضاء قال: فخلَّى عنه. قال ابن سعد وجماعة: مات سنة اثنتين
وثلاثين ومائة.