رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني أبو بكر إلى أهل النجير، ثم شهدت اليمامة
وأصيبت عيني يوم اليرموك، وشهدت القادسية وكنت رسول سعد إلى
رستم ووليت لعمر بن الخطاب فتوحًا. وروي عن عائشة قالت:
"كسفت الشصس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام المغيرة بن شعبة فنظر إليها
فذهبت عينه".
قال ابن سعد: وكان أصهب الشعر جعدًا، أكشف يفرق رأسه
فروقًا أربعة، أقلص الشفتين، مهتومًا، ضخم الهامة، عبل
الذراعين، بعيد ما بين المنكبين. قال مجالد، عن الشعبي: القضاة
أربعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبو موسى. والدهاة أربعة:
معاوية، وعمرو، والمغيرة، وزياد، فأما معاوية فللأناة، وأما عمرو
فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير، قال
الزهري: دهاة الناس في الفتنة خمسة: عمرو بن العاص، ومعاوية،
وقيس بن سعد، والمغيرة [بن شعبة] (?)، وعبد الله بن بديل بن ورقاء
الخزاعي، وكان مع علي: ابن بديل وقيس، واعتزل المغيرة. وقال
مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال: صحبت المغيرة بن شعبة،
فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من
أبوابها كلها. وقال ابن شوذب: أحصن المغيرة أربعًا من بنات أبي سفيان
، وروى بكر بن عبيد الله المزني عن المغيرة قال: أحصنت سبعين امرأة،
قال مالك: كان المغيرة نكاحًا للنساء، وكان ينكح أربعًا جميعًا ويطلقهن
جميعًا، وروى سحنون عن عبد الله بن نافع الصائغ قال: أحصن المغيرة
ثلاثمائة امرأة في الإسلام. قال محمد بن وضاح القرظي: غير عبد الله
ابن نافع يقول: ألف امرأة. وروى الهيثم بن عدي عن مجالد عن
الشعبي سمعت المغيرة بن شعبة يقول: ما غلبني أحد قط، إلا غلام
من بني الحارث بن كعب، فإني خطبت امرأة منهم فأصغى إلي الغلام،