الهدي فبعث إلى مالك بألفي (دينار) (?). وقال معن بن عيسى: سمعت مالكًا

يقول: إنما أنا بشر أخطى وأصيب فانظروا في رأي فكلما وافق الكتاب والسنة

فخذوا به، ومالم يوافق فاتركوه. وقال أشهب بن عبد العزيز: كنت عند مالك

فسئل عن النية فقال: هي ثلاث. فأخذت ألواحي لأكتب فقال: لا تفعل.

فعسى في العشي أقول إنها واحدة. وقال يحيى بن بكير: قلت لمالك: إني

سمعت الليث بن سعد يقول: إن رأيت صاحب كلام يمشي على الماء فلا تثقن

به. فقال مالك: إن رأيته يمشي في الهواء فلا تأمنن ناحيته ولا تثقن به. وقال

محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثنا عبد الله بن عمر بن الرماح، قال: دخلت

على مالك فقلت: يا أبا عبد الله، ما في الصلاة من فريضة؟ وما فيها من سنة؟

أو قال: نافلة؛ فقال ما لك: كلام الزنادقة، أخرجوه.

وقال أبو الربيع ابن أخي (رشدين) (?) بن [سعد] (?): سمعت ابن وهب

يقول: كنا عند مالك فقال رجل: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

كيف استواؤه؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه، وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كما وصف نفسه ولا يقال له: كيف، وكيف عنه مرفوع

وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه، فاخرج الرجل.

أبو الربيع سليمان بن داود الرشديني ثقة إمام، وروى نحو هذه القصة يحيى

ابن يحيى التميمي وغيره عن مالك. قال معن بن عيسى، ومحمد بن الضَّحَّاك،

والواقدي: حملت بمالك أمه ثلاث سنين. وعن عيسى بن عمر المدني قال: ما

رأيت بياضًا وحمرة أحسن من وجه مالك ولا أشد بياض ثوب منه. وقال غير

واحد: كان مالك طوالا جسيمًا أبيض، عظيم الهامة، أبيض الرأس واللحية،

أشقر أصلع عظيم اللحية، لا يحفي شاربه. وقال مُطَرِّف بن عبد الله: كان

مالك طويلاً عظيم الهامة أبيض أشقر. قال محمد بن الضحاك: كان مالك نقي

الثوب رقيقه يكحر اختلاف اللبوس. وقال الوليد بن مسلم: كان يلبس ساجًا.

وقال أشهب: كان يعتم ويجعل منها تحت ذقنه ويرسلها بين كتفيه. وقال خالد بن

خداش: رأيت عليه طيلسانًا وثيابًا مروية جيادًا. قال أبو مصعب الزهري: مات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015