أبو خلدة: دخلت على ابن سيرين فقدم لنا شهدة. وقال ابن عون: ما رأيت
(أحدًا) (?) أعظم رجاء للموحدين من ابن سيرين، كان يتلو {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ
لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} (?) [الصافات/ 35]. ويتلو {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا
الْأَشْقَى} (?) [الليل/ 15]. وروى حماد بن زيد عن [أنس] (?) بن سيرين قال:
كان لمحمد بن سيرين سبعة أورأد بالليل، فما فاته منها قرأه (في النهار) (?).
وقال ابن شوذب: كان ابن سيرين يصوم يومًا ويفطر يومًا. قال سلام بن مسكين
وغيره: عن ابن سيرين قال: إذا اتقى البد الله في اليقظة لم يضره ما رأى في
المنام. وقال ضمرة، عن ابن شوذب والسري بن يحيى قالا: كان ابن سيرين:
ربما ضحك حتى يستلقي (?) ويمد رجليه. وقال قرة: قلت لابن سيرين: هل
كانوا يتمازحون؟ فقال: ما كانوا إلا كالناس، كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر
ويقول:
يُحِبُّ الخَمْرَ منْ كِيسِ النَّدامى ... ويَكْرهُ أنْ تُفارِقَهُ الفُلوسُ (?)
وقال جويرية: قلت لابن سيرين: اشتريت جارية عظيمة الشفة، قال:
ذاك أوثر لقبلتها. وقد كان ابن سيرين آية في التعبير، ولولا الإطالة لأوردت له
من ذلك عجائب. قال مغيرة بن حفص: رأى ابن سيرين كأن الجوزاء تقدمت
الثريا فأخذَ في وصيته وقال: يموت الحسن وأموت بعده؛ هو
أشرف مني. قال حماد بن زيد: مات الحسن في أول رجب سنة عشر ومائة،
وصليت عليه، ومات محمد في تاسع شوال من السنة.
6007 - [مد س]: محمد (?) بن سَيْف أبو رجاء الأَزْدِيُّ الحُدَّانِيُ البَصْرِي.
عن: الحسن، وعكرمة، وابن بريدة، وابن سيرين، وجماعة.