ووكيع، وأمثالهم.
وعنه: (خ)، وأحمد بن الضَّوْء، وعبيد الله بن واصل، وأحمد بن
مالك الأَشْجعَي، وأسْباط بن اليَسع، وجَماهِر بن نُعيم، وحَرَمي بن علي،
وحميد بن النَّضْر، وخالد بن شَبِيب، وخَلَف بن إِشْكاب، وسَليِم بن مُجاهد،
وسهل بن المتوكَّل، وأبو الليث عبيد الله بن سُرَيْج، وعلي بن الحسن بن عاصم
البُخَاريُّون، وخلق سواهم من أهل نَسَف، وسَمَرْقَند، وتلك
الديار.
قال أحمد بن الهيثم الشَّاسِيُّ: قال لي يحيى بن يحيى بخراسان: كَنْزان:
كنزٌ عند إسحاق بن راهويه، وكنز عند محمد بن سلام البِيكنْدي. وقال سهل
ابن المتوكل: سمعت محمد بن سلام يقول: أنفقت في طلب العلم أربعين ألفًا،
وأنفقت في نَشْره أربعين ألفًا، وليت ما أنفقت في طلبه أنفقت في نشره - أو كما
قال. وقال عبيد الله بن شُرَيْح: سمعت محمد بن سلام يقول: إني لأحفظ
نحوًا من خمسة آلاف حديث. قال عبيد الله: كان ابن سلام من كبار المحدثين،
له مصنفات في كل باب من العلم، وكان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص
مودةٌ واخُوةٌ، وكل واحد منهما مخالف للآخر في المذهب. وقال يحيى بن
جعفر البِيكندي: ولد محمد بن سلام في السنة التي مات فيها سفيان الثوري.
وقال البخاري وغيره: مات في سابع صفر سنة خمس وعشرين ومائتين.
قلت: رأى مالكًا ولم يسمع منه، وروى محمد بن يوسف السمرقندي عن
محمد بن مبشر الكَرْميني قال: انكسر قلمَ محمد بن سلام البيكندي في مجلس
شيخ فأمر أن ينادَى: قلم بدينار، فطارت إليه الأقلام. وروى علي بن حسين
قال: كان محمد بن سلام في منزله، فدُق بابُه فخرج فقال: يا أبا عبد الله، أنا
جني رسول ملك الجن إليك يسلم عليك ويقول: لا يكون لك مجلس إلا يكون
منا في مجلسك أكثر من الإنس. رواها محمد بن يعقوب البيكندي عن علي،
وقال: هذه حكاية عندنا مُسْتفيضة مشهورة. وعن محمد بن سلام قال: لم
أجلس في سوق بِيكند منذ أربعين سنة. وفال سهل بن المتوكل: سمعت محمد