الفضيل بن عياض شاطرًا يقطع الطريق بين أَبِيوَرْد (?) وسرخس، وكان سبب توبته
أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليًا يتلو {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} (?) فلما سمعها قال: بلى يا رب قد آن، فرجع فآواه
الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى
نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع. قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل
في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا
لأرتدع، اللهم إني [قد] (?) تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.
قال ابن عيينة: فضيل ثقة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: رجل صالح ولم يكن
بحافظ. وقال الحسين بن إدريس عن ابن عمار، قال: ليته كان
يحدثك بما يعرف قلت: تراه حجة؟ قال: سبحان الله. وقال النسائي: ثقة
مأمون رجل صالح. وقال ابن سعد: ولد بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير
فسمع الحديث من منصور وغيره، ثم تعبد وكان ثقة نبيلًا فاضلا عابدًا ورعًا كثير
الحديث. وقال ابن المبارك: أورع من رأيت فضيل بن عياض، وقال: ما بقي
على ظهر الأرض عندي (أفضل) (?) من الفضيل. وقال إبراهيم بن شماس:
رأيت أفقه الناس وكيعًا، وأحفظ الناس ابن المبارك، وأورع الناس فضيل بن
عياض. وقال النضر بن شميل: سمعت الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء
أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل. وقال الهيثم بن جميل: سمعت شريكًا
يقول: لم يزل لكل قوم حجة في أهل زمانهم واْن فضيل بن عياض حجة لأهل