وكان صديقًا لأبي عمرو بن العلاء، أخذ القراءة عرضًا عن عبد الله بن أبي
إسحاق، وروايته عن ابن كثير، وكان بصيرًا بالقرآن أيضًا كالهمداني، أخذ عنه
العربية (?) الخليل وغيره، وكان فصيحًا مفوهًا متقعرًا في كلامه مستعملا لغريب
اللغة، قال الأصمعي: قال عيسى بن عمر لأبي عمرو: أنا أفصح من معد بن
عدنان. فقال له: لقد تعديت كيف تنشد هذا البيت:
قد كن يخباءن الوجُوه تستُّرًا ... فاليوم حين بدأن للنظار
أو حين بدين للنظار فقال: بدأن. قال: أخطأت، يقال: بدا يبدو إذا
ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع، وإنما فعل به أبو عمرو هذا لانه تقعر، والصواب:
بَدَوْنَ.
ويروى أن عيسى بن عمر النحوي سقط من حماره فأغمي عليه، فاجتمعوا
(حوله) (?) فقيل: هو مصروع، فأفاق وقال: ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على
ذي جنة، افرنقعوا عني. أي: انكشفوا، وتكأكأ: تجمع، فقال بعض من
حضر: هذه جنيته تتكلم.
قلت (?): وكان صدوقًا في نقله، ما نسبه أحد إلى ضعف وعن ابن معين
قال: بصري ثقة. وقيل: لحقه ضيق نفس فكان يداويه بإجاص يابس وسُكر.
قال القاضي شمس الدين بن خلكان و (القفطي) (?): مات سنة تسع وأربعين
ومائة.
5361 - [س]: عيسى (?) بن (عمر) (?) ويقال ابن عمير.
عن: عبد الله بن علقمة بن وقاص.
وعنه: عمرو بن يحيى بن عمارة.
5362 - [ق]: عيسى (?) بن أبي عيسى [الحنَّاط] (?) الغفاري المدني، مولى