الدرداء فيمن فاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس، فلما أظلهم المشركون من فوقهم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم ليس لهم أن يَعْلونا، فثاب إليه ناس وانتدبوا، فيهم أبو
الدرداء حتى إذا أدحضوهم عن مكانهم وكان أبو الدرداء يومئذ
حسن البلاء فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم الفارس عويمر". وقال: "حكيم أمتي
عويمر". قال ابن إسحاق: كان أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- يقولون: "أتَبعنا للعلم
والعمل أبو الدرداء، وأعلمنا بالحلال والحرام معاذ". وروى عبد الملك بن
عمير، عن رجاء ابن حيوة قال أبو الدرداء (?): "الدنيا دار من لا دار له، ولها
يجمع من لا عقل له". وقال: "ثلاثة لا ينالون الدرجات العلى: من تكهن أو
أستقسم أو رجع من سفره من طيرة ". وقال أبو قلابة، عن أبي الدرداء قال:
"لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه
فيكون لها (أشد) (?) مقتًا". وقال فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر قال أبو
الدرداء: "يا رُبَّ مُكْرم لنفسه وهو لها مُهين، ويا رُبَّ شهوة (ساعة) (?) قد
أوثت حزنًا طويلا. ومناقبه كثيرة. قال سعيد بن عبد العزيز: مات لسنتين بقيتا
من خلافة عثمان. وقاال الواقدي وجماعة: مات سنة اثنتين وثلاثين.
قلت (?): أبو الدرداء (معدود) (?) فيمن قرأ القرآن على النبي -صلي الله عليه وسلم- وجمعه
في حياته. قال أبو عَمرو الداني: وعرض على أبي الدرداء القرآن عبد الله بن
عامر، وخليد بن سعد، وراشد بن سعد، وخالد بن معدان.
قلت: في عرض هؤلاء عليه نظر. وما أراهم لحقوه.
وقد ولي قضاء دمشق زمن عثمان، وهو أول من ولي قضائها، وكانت داره
بباب البريد. قال ابن عساكر: وتعرف اليوم (بدار الغزِّي) (?). وقيل: كان أقنى
أشهل يخضب بالصفرة. وفي الصحيح من حديث أنس قال: "مات رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد".