لأول ما تفارق غير شكٍ ... ففارقْ ما يقول المُرْجِئونا
وقالوا مؤمن من أهلِ جَوْرٍ ... وليس المؤمنونَ بِجَائرينا
وقالوا مؤمن دمُهُ حلالٌ ... وقد حَرُمَت دماء المؤمنينا
ثم خرج مع ابن الأشعث فهرب حيث هربوا، شأتى محمد بن مروان بنصيبين
فآمنه وألزمه ابنه. فقال له محمد: كيف رأيت ابن أخيك؟ قال: ألزمتني رجلًا
إن قعدت عنه عتب، وإن أتيته حُجب، وإن عاتبته صَخِب، وإن صاخبته
غضب. وحكى أبو أسامة قال: وصل إلى عون بن عبد الله أكثر من عشرين ألف
درهم، فقال له أصحابه: لو اعتقدت عُقدة لولدك، فقال: أعتقدها لنفسي،
وأعتقدُ الله لولدي. قال: فلم يكن في المسعوديين أحسن حالًا من ولد عون.
وقال ابن عيينة: عن موسى بن أبي عيسى قال: كان عون يحدثنا ولحيته تَرْتَش
بالدموع. وقال المَسْعُوديين: قال عون بن عبد الله: (إن) (?) من كان قبلنا
كانوا يجعلون لدنياهم ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما
فضل عن دنياكم. وقال: (لا) (?) أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلَّا من
غفلة قد غفلها عن نفسه. وقال (زيد) (?) بن عوف: ثنا سعيد بن زَرْبِي، عن
ثابت البناني قال: كان لعون بن عبد الله جارية يقال لها: بُشرة تقرأ القرآن
بألحان، فقال يومًا: يا بشرة اقرئي على إخواني. فكانت تقرأ بصوت وَجيع
حزين، فرأيتهم يُلقون عمائمهم ويبكون، فقال لها (يومًا) (?): يا بشرة قد
أعطيت بك ألف دينار لحسن صوتك اذهبي فأنت حرة لوجه الله. قال ثابت:
فهي عجوز بالكوفة لولا أن أشق عيها لبعثت إليها حتى تقدم علينا فتقيم عندنا.
وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: كان عون بن عبد الله يقص فإذا فرغ
أمر جارية له تقص وتُطرِّبُ. قال مغيرة: فأردت أن أرسل إليه: إنك من أهل