لإنجاز مؤلفاته. وعندما توفي الشيخ كمال الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن
الشريشي، شيخ دار الحديث بتربة أم الصالح في شوال سنة 718 هـ، باشر الذهبي
تلك الوظيفة عوضًا عنه يوم الاثنين، العشرين من ذي الحجة سنة 718 هـ، حيث
اتخذها الذهبي مسكنًا له إلى أن مات فيها أيضًا، غير أنه استمر خطيبًا في جامع كفر
بطنا، إلى أن تولى مشيخة دار الحديث الظاهرية بعد وفاة شيخها شهاب الدين أحمد
ابن جهل في السابع عشر من جمادى الآخرة سبنة 729 هـ (?).
وعندما توفي الشيخ علم الدين أبو محمد القاسم بن محمد بن البرزالي، شيخ
الذهبي ورفيقه سنة 739 هـ، تولى الذهبي تدريس الحديث في المدرسة النفيسية
وإمامتها عوضًا عنه.
وقد باشر الذهبي في العام نفسه مشيخة دار الحديث التنكزية بعد أن كمل
تعميرها (?).
حتى أصبح الذهبي - قبل وفاته - يتولى مشيخة الحديث في خمسة أماكن هي:
دار الحديث العُرْوية، دار الحديث الفاضلية، دار الحديث التنكزية، دار الحديث
النفيسية، وتربة أم الصالح (?).
ولعل خبر ما يدلُّ على مكانة الذهبي العلمية، هو شخصيته الموسوعية التي جعلت
إنتاجه العلمي متنوعًا في، مختلف المجالات، وبخاصة في الحديث والتاريخ والتراجم،
مما أدى بنا في النظرة الأولى أن نعتبره عالمًا وحيد عصره. وإن العدد الضخم من الكتب
التي اختصرها، والتي يربو عددها على "الخمسين، تُعد من بين أوفى الكتب وأكثرها
أصالة في عصرها، وأعظمها تعبيرًا عن التراكم العلمي لمؤلفيها؛ بل إن الذهبي لَمْ