أكثر صلاةً من عِراك بن مالك، (وذلك) (?) أنه يركع في كلّ عَشر
ويسجُد.
وقال أبوُ الغُصْن ثابت بن قيس: رأيتُ عِراك بن مالك يَصُوم الدهر.
وقال محمد بن مَعْن الغفاريُّ، عن أبيه، عن أمه، عن عَمِّها مَعْن بن
[نَضْلَة] (?). قال: واعجبًا لبُنَيَّ مَالك ما التفتُّ إلى حَلْقةٍ من حلق المَسْجد فيها
مشيخة إلَّا رأيتُه مع ذوي الأسنان منهم.
وقال الزُّبير بن بَكَّار: عن محمد بن الضحَّاك، عن المنذر بن عبد الله: إن
عِراك بن مالك كان من أشد أصحاب عُمر بن عبد العزيز على بني مَرْوان في
انتزاع ما حازوا من الفيء والمظالم من أيديهم، فلما ولي يزيد بن عبد الملك،
وَلَى عبد الواحد النَّصْرِي المدينة فَقَرَّب عِراكًا، وقال: صاحب الرَّجل الصالح.
فكان لا يقطعُ أمرَّا دونه ويجلسه معه على سَرِيره، فبينا هو يومًا معه إذْ أتاه
كتابٌ: أن ابدث مع عِراك حَرَسيًا حتى ينزلُه دَهْلَك، وخُذْ من عِراك حُمولَتَهُ.
فقال لحرسي - وعراك معه -: خُذْ بيد عراك فابتغ من ماله رَاحلةً، ثم توجه إلى
دَهْلك حتى تقره بها. وكان عِراك يغدوَ بأُمِّه المسجد فيصلي فيه الصَّلوات ثم
ينصرف بها، فما تركه الحرسِيُّ يَصِلُ إليها، وكان أبو بكر بن حزم نفى الأحوص
إلى دَهْلَك فى إمرة سُلَيْمان، فلما وَلِيَ يزيد أقَدَم الأحوص واكرمَهُ، فأهل
دَهْلَك يُؤثرون، الشًعر عن الأحوص، والفقه عن عِراك.
وقال (عُقَيْل) (?) بن خالد: كنتُ بالَمدينة، فلما صَلَّيتُ العصرَ إذا برجُلٍ
يتخطى الناس يسألُ عن عراك حتى دُلَّ عليه، فلما دَنا منه لَطَمهُ حتى وقعَ،
وكان شيخًا كبيرًا، ثم جَرَّ برجله، ثم انطلق به حتى حصل في مركبٍ في البَحْر
إلى دَهْلَك فنُفي إليها، وكان أهلها يقولون: جزى الله يزيد عنا خيرًا؛ أخرج
إلينا رجلًا عَلَّمنا اللهُ على يديه الخَيْرَ، ونفى عمر إلينا رجلا عَلَّمَ أولادنا الباطل.
وقال ابن سعد، وغيره: مات في خلافة يزيد بن عبد الملك.