ما شبهتك في الحفظ إلا بجدك أبي (ذُرَامة) (?)، ما كان يسمع شيئًا إلا حفظه.
وقال أبو زرعة الدمشقي: قال محمد بن عثمان أبو (الجماهر) (?): ما
بالشام مثل أبي مسهر، ثم قال: كان من أحفظ الناس. قال أبو زرعة: رأيت
أبا مسهر يحضر بأحسن هيئة في البياض والسَّاج والخُفَّ، ويعتم على شاميّة
طويلة بعمامة سوداء عَدَنيه.
وروى عبد الملك بن الأصبغ، عن مروان (بن محمد) (?) قال: أين أنا
من أبي مسهر، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صَدْر المجلس وأنا
بين يديه في طَيْلَساني عشرون رقعة.
وقال أبو حاتم: ما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر،
وما رأيت أحدًا في كورة من الكور أعظم قدرًا، ولا أجل عند أهلها من أبي
مسهر بدمشق، كنت أراه إذا خرج إلى المسجد اصطف الناس يسلمون عليه
ويقبلون يده.
وقال أحمد بن علي بن الحسن البصري: سمعت أبا داود وقيل له: إن أيا
مسهر كان متكبرًا، فقال: كان من الثقات، رحمه الله، لقد كان من الإسلام
بمكان حُمِلَ على المِحْنَةِ فأبَى، وحمل على السيف فَمُدَّ رأسُهُ وجُرَّدَ (السيف) (?)
فأبى أن يجيب, فلما رأوا ذلك منه حُمل (إلى) (?) السجن فمات.
وقال ابن سعد: كان راوية لسعيد بن عبد العزيز وغيره من الشاميين،
أُشْخِصَ من دمشق الى المأمون وهو بالرَّقّة، فسأله عن القرآن، فقال: هو كلام
الله، وأبى أن يقول: مخلوق، فدعا له بالسيف والنَّطْع ليضرب عُنُقَهُ، فلما
رأى ذلك قال (?): هو مخلوق. فتركه وقال: أما إنك لو قلت ذاك قبل أن