يطلب العلم.
وعن مسروق قال: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، فإذا
نطق قلت: أفصح الناس، (فإذا) (?) تحدث قلت: أعلم الناس.
قال ابن عيينة: لم يدرك مثل ابن عباس في زمانه، ولا مثل الشعبي في
زمانه، ولا مثل الثوري في زمانه.
وقال ابن أبي مليكة: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة فإذا نزل قام
(شطر) (?) الليل ويرتل القرآن، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب-
وقال شعيب: ابن درهم، عن أبي رجاء قال: رأيت ابن عباس وأسفل
عينيه مثل الشراك البالي من البكاء، وعن ابن عباس: أنه كان يصوم الإثنين
والخميس، وعن الشعبي: أن عليا استخلف على البصرة ابن عباس، وعن أبي
عبيده أن ابن عباس كان على ميسرة علي يوم صفين.
[قلت] (?): ومما روي لحسان بن ثابت في ابن عباس [رضي الله
عنهما] (?):
إذا ما ابن عباسٍ بدا لك وجهُهُ ... رأيت له في كل أحواله فضْلا
إذا فال لم يَترك مقالا لقائلٍ ... بمننظمات لا ترى [ببنها] (?) فصلا
كفَى وشَفَى ما في النفوسِ فلم يدع ... لِذي أرَبٍ في القولِ جدًا ولا هَزلا
سموتَ إلى العليا بغير مشقةٍ ... (فنلت) (?) ذُراها لا [دَنِيًّا] (?) ولا وَغْلا
خلقتَ حليفًا للمروءةِ والندا ... بليجًا ولم تخلق كَهَامًا ولا خَبْلا