خلق كثير، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت ولا بد من

الموت؛ فاتق الله ولا تجبهم إلى شيء. فجعل أحمد يبكي ويقول: ما

شاء الله، ما شاء الله. ثم قال: يا أبا جعفر، أعد علي ما قلت،

فأعدت عليه، فجعل يقول: ما شاء الله، ما شاء الله.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: دخلت إلى أحمد بن حنبل

ومحمد بن نوح وهما محبوسان، فسالت محمد بن نوح: كيف كان

تقييد أحمد - وهو قريب منا يسمع - فقال: لما امتحن جُمِع له كلُّ

جهمي ببغداد، فقال بعضهم: إنه مُشبَّه! فقال إسحاق بن إبراهيم والي

بغداد: أليس يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (?)؟ قال: بلى {وَهُوَ السَّمِيعُ

الْبَصِيرُ} (?) قالوا: شَبَّه، أي شيء أردت بهذا؟ !

قال: ما أردت شيئا، قلت: كما قال القرآن ..

فسألوه عن حديث جامع بن شداد: "وكتب في الذكر" (?) فقال:

كان محمد بن عُبيد يخطئ فيه، فيقول: "وخلق في الذكر" ثم

تركه.

وسألوه حديث مجاهد: "إلى ربها ناظرة" (?) وحديث آخر عن

مجاهد، قال: اختلط بأَخَرَة.

قال إسحاق: أليس زعمت أنك لا تحسن الكلام، أراك قائمًا

بحجتك! فطرح القيد وخلى عنه.

وقال محمد بن الفضل السَّقَطِي ومحمد بن الحسن بن علي: حدثنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015