الصامت قال: لما حضرت عبادة الوفاة قال: افرشوا فراشي إلى الصحن، ثم
اجمعوا إليَّ موالي وخدمي وجيراني فجمعوا له، فقال: إن يومي هذا لا أراه إلَّا
آخر يوم يأتي علي من الدنيا، وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو
بلساني [شيء] (?)، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة، فأحرج
على كلّ أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلَّا اقتص مني قبل أن تخرج
[نفسي] (?). فقالوا: بل كنت والدًا وكنت - مؤدبًا.
قال: وما قال لخادم سوءًا قط. فقال: أغفرتم لي ما كان من
ذلك؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد، ثم قال: أما لا فاحفظوا وصيتي،
أُحَرِّج على إنسان منكم يبكي عَليَّ، فإذا خرجت نفسي فتوضؤوا، ثم ليدخل
كلّ إنسان منكم مسجدًا فيصلي، ثم يستغفر لعُباده ولنفسه، فإن الله تعالى قال:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} (?)، ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تُتْبِعُنِّي نارًا،
ولا تضعوا تحتي أرجوانًا.
وقال الواقدي: ثنا يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة: عن
أبيه قال: كان عبادة بن الصامت رجلًا طُوَّالًا جسيمًا جميلًا، ومات بالرملة سنة
أربع وثلاثين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وله عقب. وكذلك أرخه جماعة.
وقال الهيثم بن عدي: مات في خلافة معاوية سنة خمس وأربعين.
3152 - [س]: عُبادة (?) بن عمر بن أبي ثابت السَّلولي، ويقال: السكوني
(اليمامي) (?).
عن: عكرمة بن عمار، ومحمد بن مهاجر قاضي اليمامة.
وعنه: عبد الله بن محمد الرومي، ومحمد بن مِسْكين، وأحمد بن محمد
ابن عمر اليماميان.