[أُورمة] (?) قال: بقي اليوم في الدنيا ثلاثة: محمد بن يحيى بخراسان،
وأبو مسعود بأصبهان، والحسن بن علي الحلواني بمكة.
وعن محمد بن آدم المصيصي قال: لو كان أبو مسعود أحمد بن
الفرات على نصف الدنيا لكفاهم - يعني: في الفتيا.
وعن أبي بكر الأعين قال: لم نكن عند أبي مسعود شيئًا.
قال أبو الشيخ: بلغني أن رجلاً قال لأبي مسعود: إننا
ننسى الحديث، فقال: أيكم يَرْجِع في حفظ حديث واحد خمسمائة
مرة؟ قالوا: ومن يقوى على هذا؟ ! قال: لذلك لا تحفظون.
وقال حجاج بن الشاعر: لا أعرف اليوم أحدًا أحذق بهذه الصناعة
من أحمد بن الفرات، وعباس الطبري.
وقال إبراهيم بن محمد الطيّان: شمعت أبا مسعود يقول: كتبت عن
ألف وسبعمائة وخمسين رجلاً، أدخلت في تصنيفي ثلاثمائة وعشرة،
وعطَّلت سائر ذلك، وكتبت ألف ألف حديث، وخمسمائة ألف
حديث، فأخذت من ذلك ثلاثمائة ألف في التفسير والأحكام والفوائد
وغيره.
قال [أبو] (?) الشيخ: كان من الحفاظ الكبار، صنف "المسند"
والكتب، ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين.
قلت: قال أبو عروبة الحراني: أبو مسعود الأصبهاني في عداد أبي