فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة وكان طاوس يعد الحديث حرفًا حرفًا.
قال قيس بن سعد: كان طاوس فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة. وقال
إسحاق الكوسج عن ابن معين: ثقة.
وقال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، حج
أربعين حجة، وكان مستجاب الدعوة.
وقال وكيع، عن أبيه، عن أبي عبد الله الشامي قال: استأذنت على طاوس
فخرج علي شيخ كبير فظننت أنه طاوس، فقلت: أنت طاوس؟ قال: لا: أنا
ابنه. قلت: إن كنت ابنه فقد خرف أبوك. قال: تقول ذاك! إن العالم لا
يخرف. فدخلت فقال لي طاوس: سل وأوجز، وإن شئت علمتك في مجلسك
هذا القرآن والتوراة [2/ ق 97 - أ] والإنجيل. قلت: إن علمتني القرآن والتوراة
والإنجيل لا أسألك عن شيء. قال: خف الله مخافة لا يكون شيء أخوف عندك
منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك.
وعن الحسن بن حصين (العنبري) (?) قال: مَرَّ طاوس بروَّاس فأخرج رأسًا
فغشي عليه.
وقال الثوري: كان طاوس يجلس في بيته فقيل له في ذلك، فقال: حيف
الأئمة، وفساد الناس.
وقال معمر: مشى رجل مع طاوس فَنَعِب غراب [فقال: خير] (?) فقال
طاوس: وأي خير أو (شر) (?) عند هذا، لا تصحبني - أو لا تمش معي.
وقال ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، قال مجاهد لطاوس: يا أبا عبد الرحمن،
أريتك تصلي في الكعبة والنبي - صلى الله عليه وسلم - على بابها يقول لك: اكشف قناعك وبين
قرائتك. قال: اسكت: لا يسمع هذا منك أحد، ثم خيل إلي أنه انبسط في
الحديث.
وقال أيضًا عن ابن أبي نجيح، عن أبيه قال طاوس: من قال واتَّقَى الله،