وقال بعض شيوخ الفسوي عن عبد الرَّحمن بن مهدي، قال
سفيان: أما لكم مُذِّكر؟ قلت: بلي، لنا قاصٍّ. قال: مر بنا إليه، فذهبنا بين
العشاءين فلما انصرف قال: يا عبد الرَّحمن، تقول قاص! هذا نذير قوم، يعني
صالحًا المري.
وقال أحمد بن إسحاق الحضرمي: سمعت صالحًا المري يقول: للبكاء
دواع: الفكرة في الذنوب، فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف
والأهوال، فإن أجابت (إلى) (?) ذلك وإلا فأعرض عليها التقلب بين أطباق
النيران، ثم صاح وغشي عليه، وتصايح الناس من نواحي المجلس.
وقال ابن الغلابي: ثنا شيخ من الكُتَّاب، أن صالحًا المري لما أرسل إليه
المهدي فقدم عليه بغداد، فلما أدخل ودنا بحماره من بساط المهدي، أمر ابنيه
موسى وهارون فقال: قوما فأنزلا عمكما. فلما انتهيا إليه أقبل صالح. على نفسه
وقال: يا صالح، [خبت] (?) وخسرت إن كنت إنما عملت لهذا اليوم.
قلت: قال أبو سعيد بن الأعرالس: كان الغالب على صالح المرى كثرة الذكر
والقراءة بالتحزين، يقال: إنه أول من قرأ بالبصرة بالتحزين. قال: ويقال: إن
غير واحد ممن سمع قراءة صالح مات.
وقال الأصمعي: شهدت صالحًا المرى عزى رجلا في ابنه فقال: لئن كانت
مصيبتك (في ابنك) (?) لَمْ تحدث لك موعظة في نفسك، فمصيبتك بابنك جلل
في مصيبتك بنفسك، فإياها فابك.
قال خليفة: مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. وقال البخاري: يقال مات سنة
ست وسبعين.
2836 - [عخ]: صالح (?) بن جبير، أبو محمد الصدائي الفلسطيني، وقيل: