ويروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان.
وقال أبو يعلى الموصلي: قلت ليحيى بن معين: أيما أحب إليك شريك أو
أبو الأحوص؟ قال: شريك، شريك ثقة إلا أنه لا يتقن ويغلط ويذهب بنفسه
على سفيان وشعبة. وقال معاوية بن صالح، عن ابن معين: ثقة.
وقال أحمد العجلي: ثقة حسن الحديث، كان أروى الناس عنه إسحاق
الأزرق، سمع منه تسعة آلاف حديث. سمعت بعض الكوفيين يقول: قال
شريك: قدم علينا سالم الأفطس فأتيته ومعي قرطاس فيه مائة حديث؛ فسألته
عنها فحدثني بها وسفيان يسمع، فلما فرغ قال سفيان: أرني قرطاسك، فأعطيته
إياه فحرقه، فرجعت إلى منزلي فاستلقيت على قفاي فحفظت منها سبعة وتسعين
وذهبت علي ثلاثة.
وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدًا قط أورع في علمه من شريك.
وقال أبو توبة الحلبي: كنا بالرمة فقالوا: من رَجُل الأَمَّة؟ فقال قوم: ابن
لهيعة. وقال قوم: مالك. فسألنا عيسى بن يونس فقال: رجل الأمة:
شريك. قيل: فابن لهيعة؟ قال: رجل سمع من أهل الحجاز.
وقال ابن المبارك: شريك أعلم بحديث الكوفة من سفيان الثوري.
وقال ابن المديني: شريك أعلم من إسرائيل، وإسرائيل أقل خطأ.
وقال يعقوب بن شيبة: شريك ثقة سيء الحفظ جدًا.
وقال عبد الرحمن بن شريك: كان عند أبي عشرة آلاف مسألة عن جابر
الجعفي، وعشرة آلاف عن ليث. وقال النسائي: ليس به بأس.
قال أحمد بن حنبل: ولد سنة خمس وتسعين، ومات. سنة سبع وسبعين
ومائة. وقال الخطيب: حدث عنه أبان بن تغلب وعباد بن يعقوب الرَّواجِني،
وبين وفاتيهما مائة وعشر سنين أو دون ذلك.
قلت: وقد ولي قضاء الكوفة، ثم قضاء الأهواز، وكان من قضاة
العدل.
فقيل: إنه دخل على المهدي فقال له: لا بد من ثلاث: إما أن تلي القضاء،