وقال حمزة السهمي: سئل الدارقطني: إذا حدث النسائي وابن

خزيمة أيما تقدم؟ فقال: النسائي؛ فإنه لم يكن مثله، ولا أُقدِّم عليه

أحدًا، ولم يكن في الورع مثله، لم يحدث بما روى ابن لهيعة، وكان

عنده عاليًا عن قتيبة.

وقال أبو بكر بن الحداد الفقيه: رضيت بالنسائي حجة بيني وبين

الله، فلم يحدث ابن الحداد عن غيره.

وقال أبو بكر (?) محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي:

كنت في دهليز الدار التي يسكنها النسائي في زقاق القناديل ننتظره لينزل

ويمضي إلى الجامع، فقال بعض من حضر: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا

يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه مع السن! وقال آخرون: ليت شعرنا

ما يقول في إتيان النساء في أدبارهن! فقلت: أنا أسأله. فلما ركب

مشيت إلى جانب حماره فسألته، فقال: النبيذ حرام؛ لحديث أبي

سلمة، عن عائشة: "كل شراب أسكر فهو حرام" (?) فلا يحل لأحد أن

يشرب منه قليلا ولا كثيرًا. قلت: فما الصحيح من الحديث في إتيان

النساء في أدبارهن؟ فقال: لا يصح في إباحته ولا تحريمه

شئ (?)، ولكن محمد بن كعب حدث عن جدّك ابن عباس: "اسق

حرثك من حيث شئت" فلا ينبغي لأحد أن يتجاوز قوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015