السنة فحسبك به، وهو عندي أجل التابعين.
وقال مالك وسئل عن سعيد بن المسيب: هل أدرك عمر؟ قال:
لا، و (لكن) (?) ولد في زمانه، فلما كبو أَكبَّ على المسألة عن شأنه
وأمره حتى كأنه رآه. قال مالك: وبلغني أن عبد الله بن عُمر كان يرسل
إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عُمر وأمره.
وقال يحيى بن سعيد: كان ابن المسيب يسمى [راوية] (?) عمر؛
لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه، وأقضيته.
وقال قتادة: ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له
فضلًا عليه، غير أنه [كان] (?) إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن
المسيب يسأله.
وقال أحمد بن عبد الله: كان رجلًا صالحًا فقيهًا لا يأخذ العطاء،
وكانت له بضاعة أربعمائة دينار يتجر بها في الزيت، وكان أعور.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب،
وهو (أثبتهم) (?) في أبي هريرة.
ومناقبه كثيرة جدًّا. قال الواقدي: مات ممنة أربع وتسعين. وقال
أبو نعيم: سنة ثلاث وتسعين.
قلت: قد أفردت سيرة سعيد -رحمة الله تعالى عليه- في جزء
كبير، فلهذا فترت عن زيادة ترجمته هنا.