بالمدينة، حتى نشأ فيهم القراء السادة: علي بن الحسين، والقاسم بن
محمد، وسالم بن عبد الله ففاقوا أهل المدينة علمًا وتقى وعبادة وورعًا،
فرغب الناس حينئذ في السراري.
وروى العتبي، عن أبيه قال: دخل سالم على سليمان بن عبد الملك
وعليه ثياب غليظة رثة، فأقعده (معه) (?) على سريره. فقال رجل
لعمر بن عبد العزيز: ما استطاع خالك أن يلبس ثيابًا فاخرة يدخل فيها
على أمير المؤمنين! قال: وعلى المتكلم (ثيابٌ لها قيمة) (?) فقال له
عمر: ما رأيت ثياب وضعته، ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك إلى مكانه.
قال أحمد وإسحاق: أصح الأسانيد: الزهرى، عن سالم، عن
أبيه. وقال البخاري: لم يسمع سالم من عائشة. وقال أبو ضمرة أنس
ابن عياض: حج هشام بن عبد الملك فجاءه سالم فأعجبته سحنته،
فقال: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت. قال: فإذا لم تشتهه؟
قال: أُخَمِّرُهُ حتى أشتهيه. فعانه هشام (?)، وأجفل الناس في (جنازته) (?)
فرآهم هشام فقال: إن أهل المدينة لكثير، فضرب عليهم بعثًا أخرج فيه
جماعة منهم فلم يرجع منهم [أحد] (?) فتشاءم به أهل المدينة، فقالوا:
عَانَ فقيهنا وعَانَ أهل بلدنا.
قال ابن شوذب، وجماعة: مات سنة ست ومائة، قال بعضهم:
في ذي القعدة. وقال آخرون: في ذي الحجة. وقال خليفة وغمِره:
سنة سبع، والأول أصح.