وقال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في
العلم.
وقال علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال: شهدت
جنازة زيد بن ثابت، فلما (دفن) (?) في قبره قال ابن عباس: من سره أن يعلم
كيف ذهاب العلم، فهكذا ذهاب العلم، والله لقد دفن اليوم علم كثير.
قلت: زيد ممن أخذ القرآن عرضًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض عليه ابن
عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو العالية الرياحي، وهو من
أهل بيعة الرضوان، وندبه الصديق لجمع القرآن فجمعه وتتبعه من
العسيب، واللِّخَافِ، والاكتاف، وصدور الرجال، وكتبه في صحف،
ثم لما جمع عثمان الناس على هذا المصحف، كان زيد أحد من قام
بأعباء ذلك، وكان عمر إذا حج يستخلفه على المدينة، وهو الذي تولى
قسمة غنائم اليرموك.
وقال حجاج بن أرطاة: عن نافع، أن عمر استعمله على قضاء
المدينة، وفرض له رزها.
قال الزهري: لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان لهلك علم
الفرائض، لقد أتى على الناس زمان وما يعلمها غيرهما.
وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس: أنه أخذ
لزيد بن ثابت بالركاب، فقال: تنح يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال:
إنا هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: لما مات زيد بن ثابت قال أبو
هريرة: مات حَبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خَلَفًا.
وقال هشام بن حسان: ثنا ابن سيرين قال: خرج زيد بن ثابت