ودعا له فيه، فأكل منه حياة أبي بكر وعمر وعثمان، فلما قتل عثمان
ذهب وأنفق منه خمسين وسقًا في سبيل الله - عز وجل - وأطعم في بنائه
بزينب خلقًا كثيرًا من قصعة أهدتها له أم سليم، ثم رفعت و (لا
يُدرى) (?) الطعام فيها أكثر حين وضعت أو حين رفعت.
ورمى الجيش يوم حنين بقبضة من تراب، فهزمهم الله، وقال
بعضهم: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه ترابًا. وفيه أنزل الله - عز
وجل-: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (?).
وخرج على فتية من قريش ينتظرونه، فوضع التراب على رءوسهم،
ومضى ولم يرَوْه، وتبعه سراقة، فساخت قوائم فرسه في الأرض،
فناداه الأمان، فدعا له فنجاه الله.
وله من المعجزات الباهرة والدلالات الظاهرة والأخلاق الطاهرة ما
يضيق هذا المكان عن ذكرها، وذلك مُدَوَّنٌ في الكتب، والله الموفق.