قال: قد عفونا عنهما بصدقك.
وقال الحارث الغنوي: آلى ربيع بن حراش ألا يفتر ضاحكًا حتى
يعلم أين مصيره، فما ضحك إلا بعد موته، وآلى أخوه ربعي بعده ألا
يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أم في النار؟ قال الحارث: فلقد أخبرني
غاسله أنه لم يزل مُتَبسمًا على سريره، ونحن نَغْسِله حتى فرغنا.
قلت (?): روى الثوري عن منصور قال: زعم قوم ربعي بن حراش
أنه لم يكذب قط، فسُعِيَ به إلى الحجاج، إنك ضربت على ابنيه البعث
فعصيا، فبعث إليه فإذا شيخ منحنِ، فقال: ما فعل ابناك؟ قال: هما
في البيت. قال: فحمله وكساه وأوصى به خيرًا.
وقال جماعة عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي قال: مات أخ لي
فسجيناه وذهبت [في] (?) التماس كفنه، فرجعت فكشفت الثوب عن
وجهه، وقال: إني لقيت بعدكم ربي فلقيت ربًّا غير غضبان، واستقبلني
بروح وريحان، وإن الأمر أيسر مما في أنفسكم فلا تغتروا، ثم كان بمنزلة
حصاة رمي بها في ماء فرست. فذكر ذلك لعائشة فصدقت بذلك،
وقالت: "كنا نتحدث"، وفي لفظ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"يتكلم رجل بعد موته".
قال أبو نعيم، وجماعة: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وقال أبو عبيد: سنة مائة. وقال المدائني وابن معين: سنة أربع ومائة.
1877 - [بخ د]: ربعي (?) بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة الهُذَلي
البصري.