سرية من حائل لمرافقة هذه القوات إلى الحدود والانتظار هناك حتى تتلقى أمرًا من ابن سعود بالعمل، ونشرت الصحف بلاغًا من ابن رفادة زعم فيه أن احتل الخريبة وحاصر المويلح وأسر ضباطًا وجنودًا من خفر السواحل، وحاصر ضبا وسيَّر قوة إلى الوجه، وأخرى إلى ينبع فانتشرت هذه الأخبار المكذوبة في البلدان العربية وروجها المغرضون والذين في قلوبهم مرض من الأعداء والمتربصين.
لما جعل أصحاب الزور والغي ينشرون تلك الأخبار، كانت الظروف تكذبها، إذ ما زال ابن رفادة قابعًا بالشريح قرب العقبة، ثم إنها اهتمت بريطانيا العظمى بهذه الفتنة التي يساعد عليها أمير شرقي الأردن، وخشيت أن تظن الحكومة السعودية أن لها يدًا فيها، فاعلنت أنها أغلقت في أوجه الثوار الأشقياء أبواب الحدود ومنعت دخول الأرزاق والأسلحة والمهمات الحربية إليهم عن طريق شرق الأردن إلى الحجاز، وبعثت دوريات إلى وادي عربة لمراقبة الحدود ووقف كل من يشتبه فيه، فأرسلت باخرة حربية إلى العقبة لمساعدة المندوب السامي بها حتى يستطيع التضييق على ابن رفادة وقطع يد من يريد عونه.
ونشر "اللفتننت جنرال" من "السير آرثر جرنيقل لوب" المندوب السامي لشرق الأردن بلاغًا رسميًا يتضمن أنه منع كل المساعدات من طريقها عمن يناوي الحكومة الحجازية، وأنه أمر القوات البريطانية باتخاذ جميع الإجراءات لمساعدة جيش ابن سعود، وأكره الأمير عبد الله بن الحسين على أن يصدر بلاغًا مثله، ولقد شدد على عبد الله بأن يمنع كل شخص من الاقتراب من الحدود، وعين الأمير بالرغم في بلاغه أسماء الأماكن، وأنذر بأن من خاطر بنفسه فسيطلق عليه البوليس النار.
ولما رأى صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن أنه لا سبيل إلى هرب ابن رفادة من طريق شرق الأردن ووثق أن ليس للحجاز يد في تدابير ابن