مقامًا ممتازًا في بلاده، وجعل أمراءه السعوديين تحت سيادة الحسن صونًا لكرامته، وإعلاء لشأنه، وأخذ يعطيه سنويًا مائتي ألف إلى 250 ألف ريال كنفقات إدارة عسير، إلا أن الحسن لم يرضه استقرار بلاده وهدوءه والرخاء والسلم فاغتر بدسائس الأمير "عبد الله بن الحسين الشريف" وأذنا به من أعداء ابن سعود، وبما أنه لم يحسن في عين الأمير عبد الله تصرف أخيه الملك فيصل وظل يستهجن عمله ويعجب كيف سوغ للملك فيصل إبائه وشممه العربي أن يضع يده في اليد التي دكت عرش والده وأقصته عن وطنه، وأزعجه أن تطبق الأمة على حب ابن سعود، فأخذ على نفسه الانفراد وحده بمقاومة ابن سعود، وأخذ يبحث عن أنصار يستخدمهم لغاياته، وها قد حصل على أحزاب يرأسهم "حسين الدباغ"، وبعدما تألف الحزب أسندت الرئاسة إلى طاهر الدباغ وتعهد عبد الله لهم بالمال والعتاد، فنشأ عن ذلك هاتان الثورتان.
ولقد سافر إلى اليمن حسين الدباغ وحاول أن يستميل الإمام يحيى فلم يفلح، وحمل الحسن الإدريسي على أن يطلق يديه من ابن سعود ويثور عليه، فاطمأن الحسن ونقض عهوده مع ابن سعود، وأخذ يعمل في الخفاء ليوم الانقلاب المنتظر، واشترى الأسلحة سرًا، ولكن الله خذله لحسن نية ابن سعود وتقواه، وما زال ابن سعود يحفظه الله ويصونه.
فلما رأى أمير جيزان ما يريبه رفع إلى صاحب الجلالة بأن جنود الإمام يحيى تقدمت إلى جبل "العرو" التابع للإدريسي، وأخذت الرهائن من أهله، وأن عمال الإمام يرسلون الكتب إلى رؤساء قبائل المقاطعة يدعونهم إلى الطاعة للإمام يحيى، ونقض عهدهم مع جلالة الملك بصورة صريحة.
فأبرق جلالة الملك ابن السعود للإمام يحيى يعلمه بذلك ويستبعد أن يكون صدور ذلك عن أمره، وأن ذلك كان بأمره "فلا حول ولا قوة إلا بالله"، فأجاب الإمام: أن أهل جبل العرو هم الذين طلبوا منه احتلال بلادهم لتعليمهم الدين، وأنه إذا كان وقع من ناظرة ساقين أو غيره بعض تجوز، فحلم جلالة الملك أوسع