ما إن ذكرت ولم أذكر وما سفحت ... عيناي من ذكر أطلالٍ وجيران

بل من تذكر شيخٍ عالم علمٍ ... حبرٌ تقي من الأحبار رباني

علامة علمت حقًا فضائله ... بحر العلوم سليمان بن سحمان

من فاق في الفهم والتوحيد مع لغةٍ ... والنحو ثم تفاسيرٌ لقرآن

وفي الأحاديث والآداب مع سيرٍ ... والنظم والنثر حقًا كل أقران

قال العلا فعلى فوق الذرا رتبا ... حتى سما في سما مجدٍ وعرفان

لسانه صارمٌ في شعره فلقد ... أعاد في وقته إنشاد حسان

يذكر الناس قسًا في خطابته ... وفي بلاغته وضعًا لسحبان

وانظر فوائد في البستان الفها ... مثل الفواكه بل أحلى لدى الجاني

واقرأ رسائل في التوحيد أرسلها ... برًا وبحرًا وفي سكان بلدان

وسل خبيرًا به ينبيك عنه وقل ... لله در سليمان بن سحمان

وقد رثاه أيضًا الأديب الفاضل حمد بن محمد بن جاسر.

أما صفة الشيخ: فإنه كان أسمر اللون، قصيرًا له لحية كثيفة يعلوها الشيب، متوقد الفهم، حازمًا في الأمور، وقد قدمنا نبذة من قصائده فلا حاجة إلى الإطالة.

وقد خلف أولادًا صالحين من أشهرهم: الشيخ صالح بن سليمان، وعبد العزيز.

وفيها هلك عبد المحسن بك السعدون وزير داخلية العراق، قتل نفسه والعياذ بالله.

وفيها صدر أمر صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل بشراء ماكنة قوية لأضاءة المسجد الحرام، بحيث يستطيع القارئ أن يقرأ كتابه على نور المصابيح الكهربائية في أي موضع شاء في سائر المسجد الحرام لأجل أن تضم إلى الماكنة الأولى الكبيرة، فأحضر ماتورًا آخر كبيرًا بقوة ثلاثة عشر حصانًا ونصف، ووضع مع الماتور السابق ذكره في عين المستودع المعروف، وزيد في تعميم الإضاءة كمصابيح الكهرباء بالمسجد الحرام، فوضع على حطيم حجر إسماعيل ستة شماعدين وعمل على شمعدان منها ثلاثة أغصان، وعلق في كل غصن مصباح كهربائي، ووضع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015