فخفض الهم وأنعم في ذرى ملك ... وأعف الركائب من حل ومرتحل
ملك تباشرت الدنيا بطلعته ... وافتر ثغر الرضا عن مبسم الجذل
سما إلى المجد لم تقطع تمائمه ... بصدق عزم فتى في رأي مكتهل
إلى أن قال:
لو كان فيصل يدري قبل ميتته ... أنك من صلبه استبطى فدى الأجل
أصلحت للناس دنياهم ودينهم ... فأصبحوا بك في أمن وفي خول
أرشدت جاهلهم علمًا ومحسنهم ... فضلًا ومذنبهم عفوًا عن الزلل
ولقد توفرت في الرياض العلماء والقضاة والمفتون والمعلمون والمدرسون، وتخرج من هذه المدينة رجال هذبت الشريعة نفوسهم، وصقلت التجارب همم، وأصبحوا موضع الإعجاب، ولسداد آرائهم وسمو مبادئهم ونبل عواطفهم كان منهم القواد والقضاة والزعماء والفقهاء والوعاظ، ونذكر من هؤلاء العلماء فئة.
فمنهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن وشهرتهما تغني عن ذكر مدحهما.
ومنهم رئيس القضاة الشيخ الإمام عبد الله بن عبد اللطيف الجواد الكريم الذي رحلت إليه الخلائق في وقته من سائر أقطار الأرض لاستفراغ منطوقة وجثت العلماء على ركبهم بين يديه فصار المثل الأعلى في أهل زمانه وبعده.
ومنهم أخوه إبراهيم بن عبد اللطيف وناهيك به من حبر عظيم كان غرة الزمان وواسع البيان، نسأل الله أن يجبر المسلمين على فقدهم.
ومنهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف الذي رسم في علم التوحيد، وجبل على الإنفاق والجود.
ومنهم الشيخ سليمان بن سحمان حسان السنة في زمانه الذي ما زال يدأب في نصرة الدين وإعلاء شعائره، ويكافح كل من أراد الدين بسوء من غاو ومفتري وهذه قصائده ومؤلفاته كنار على علم، أحيت السنة وأماتت البدعة.