عبد العزيز وجعل يبكي ويصف ذلك الدوران قال فدهشت لذلك، ورأى بعضهم ملائكة تطير بين السماء والأرض بعضهم على صورة الغنم، وكل هذه المنامات حوالي الوقعة.
لما نزل ابن سعود القصيم وكان قد ضرب لأعوانه وأحزابه من الحضر والبدو ميعادًا ليوافوه بها وكان ذلك بعد عيد الفطر، ولما اجتمعت الجموع عبأ جيشه وعزم على المسير من بريدة إلى العصاة في موضعهم في حين أن زعماء الفتنة قد جمعوا جموعهم واستعدوا لخوض غمار الحرب ضد ابن سعود حتى يقهروه، وكان ولي العهد سعود بن عبد العزيز في "النبقية" معه ثمانية آلاف من الجيوش الحضرية وعشرون ألفًا من الهجر انتظارًا لأبيه فسار صاحب الجلالة بنفسه حتى قدم على سعود ثم أنه قام البطل الغلاب عبد العزيز بن عبد الرحمن فقاد الجيش بنفسه وعسكر بالزلفي في حين أن الدويش وابن بجاد قد عسكرا بالسبلة وبين المنزلين ثلاث ساعات، هذا وما كان ابن سعود لينسى جميل أحد وماضيه بل ما زال يدخر في نفسه السمحة الطيبة ودًا لفيصل وابن بجاد ولم يقطع الرجاء ما دام يجد للصلح موضعًا فبعث إليهما بطلب منهما أن ينزلا على أمر الله ورسوله فيما أتيا من الأعمال وأخذ الرسل يروحون ويغدون بين الطرفين ثم غادر ابن سعود الزلفي إلى السبلة (?) نفسها ونزل على مقربة من جموع العصاة وقد كان العدو تحصنوا وراء جدار حصين قد تمنعوا، وجيشهم يبلغ أربعة آلاف أو يزيد.