هلموا إلى داعي الهدى وتعاونوا ... على البر والتقوى فأنتم أماثله
وقوموا فرادى ثم مثنى وفكروا ... تروا أن نصحي لا اغتشاش بداخله
بأن إمام المسلمين ابن فيصل ... هو القائم الهادي بما هو فاصله
فقد كان في نجد قبيل ظهوره ... من الهرج ما يبكي العيون تفاصله
تهاوش هذا الناس في كل بلدةٍ ... ومن يتعد السور فالذئب أكله
فما بين مسلوب وما بين سالب ... وآخر مقتول وهذاك قاتله
فأبد لكم ربي من الفقر دولةً ... وبالذل عزا؟ خصمًا يناضله
بيمنٍ إمام أنتم في ظلاله ... يدافع عنكم رأيه وذوابله
به الله أعطانا حياةً جديدةٍ ... رفهنا بها من ضنك بؤس نطاوله
لا بد ونحن في ذكر الأمن الذي أشار إليه الشاعر وأنه نعمة من الله جل ثنائه يشكر عليه الذي كان سببًا في وجوده، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمنًا في وطنه معافًا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" وبذلك نشكر الله تعالى ونسأله المزيد من فضله، ولا يعرف قدر الأمن إلا من أرهقته المخاوف، وأنه يجب على أمة الإسلام أن يتساعدوا ويتعاضدوا ويتكاتفوا لنشر هذه النعمة وتوطيدها قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، ولما جاء إليه النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه يشكون إليه ما يلاقونه من أذى قريش في أول الإسلام فقال: "والله ليظهرن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه" فقال بعض الصحابة في نفسه عجبًا لذلك فأين دعار طيء الذين أخافوا السبل.
ولقد جرى في أيام الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود من الأمن إن كانت مزاود الدراهم يجعلها المسافرون أطنابًا لخيامهم بالليل، وإن رجالًا من سراق الأعراب وجدوا عنزًا ضالة في نفود السر في نجد وهم جياع، قد مر عليهم يومان