بالمخترعات الجديدة وعقد المعاهدات مع الأوربيين وغير الأوربيين لأنهم بزعمه كفار، وكل معاهدة معهم موالاة يحرمها الدين، ونقموا عليه منعهم من الحدود الشمالية والعراقية أن يقاتلوا أهلها لما مضى من المعاهدات المتقدمة، فهذان أمران.
وثالثهما: أنه أدخل الأجانب على المسلمين مثل فلبي وغيره.
ورابعاً: اتخاذه المكوس إلى غير ذلك، ودين الدويش لا يقبل ذلك، ولقد استطاع أن يصيد بأشراكه هذه، فأما من الإخوان فاستجاب له أمير الغطغط ومن أتبعهم من مطير وعتيبة، فأهم ذلك ابن سعود لما لهذين القائدين من الشجاعة والصرامة وأسف أن يخسرهما جيشه، وأنظم إليهما ابن لامي وابن حثلين، واستفحل الشر وتفتحت أبوابه، ولقد كان أولئك رجالاً أهل صدق في اللقاء، وثبات وجراءة، فلا ننسى ما لاقاه الشريف في وقعة تربة، والطائف، ومكة، وما جرى منهم في وقعة عمان والجهراء، حتى أرهبوا القاصي والداني فغرهم ما جرى على أيديهم، وأعجبوا بأنفسهم وأخذوا يطلبون الأغراض على ابن سعود، واعتدوا على اتفاقياته، وقد انضاف إلى الحمى آلام أخرى، وهي تحرك ملك العراق وأمير شرقي الأردن نجلي الشريف حسين، إذ كانا لا يستطيعان صبراً على الملك الذي فقده والدهما، فلما أحسا بمشاكل ابن سعود في نجد، وأحاطا علماً بثورة الإخوان عليه اغتنما الفرص وأثارا قبائل الحدود، فاشتعلت النار في الجزيرة من جديد.
كان هذا الرجل أحد قواد البدو الذين يحرزون النصر، ويسير تحت ظل راية ابن سعود، ويسارع في النجدات، غير أنه كان معجباً بنفسه ومعجباً به أتباعه من مطير، وقد يتجاوز الأمر الذي رسم له ويتعدى طوره لفرط غشمته ونكاية ضربته، نسأل الله العافية، وما أسرّ عبد سريرة إلا ألبسه الله ثوبها علانية، فيصل وما فيصل كان وربك يطلب الملك لنفسه سخر عمله لإدراك مطلوبه، فقد سأل مرة من يثق به هل كان في المتقدمين بدوي قد ملك.