أما صحت الأخبار عنه بأنهم ... إذا مات من صلاحهم كل دائب
بنو قبره بل صيروه كنيسةً ... فقال شرار الخلق هم عند واهب
وقولك عن تلك القباب بأنها ... تضيء على الدنيا ضياء الكواكب
فتلك وربي وصمةً وعظيمةً ... تكاد لها تندك صم الرواسب
مقالة زنديقٍ كفورٍ محرفٍ ... يبدل شرع المصطفى بالأكاذب
ولو قلت يا هذا وكنت مسددًا ... تضيء لنا السمحا ضياء الكواكب
لكان بكم أولى وأهدى طريقةً ... وقلنا لكم أنعم بها من ثواقب
وقد زادت أبيات قصيدة الشيخ محمَّد بن عثمان على ثلاثماثة بيت، ولقد بعث صاحب الجلالة عبد العزيز سؤالًا لعلماء المدينة يستفتيهم عن هذه القباب التي على القبور، وهل بنايتها جائزة؟ وهل يجب هدمها؟ وهل يجوز التمسح بحجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والطواف بها وتقبيلها؟ وعن الترحيم في المسجد الشريف؟ وكان الذي وجه هذا السؤال فضيلة الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد رئيس القضاة، فأجبوا عن هذه الأسئلة بالتحريم استدلالًا على ذلك بالأحاديث الواردة في الصحاح والسنن، واجتمعت الكلمة واتفق إخواننا أهل الحجاز على ذلك فلله الحمد، كما بعث صاحب الجلالة نبأ برقيًا إلى وزارة الداخلية بمصر يطلب منها استفتاء علماء الأزهر عن هذه المسائل، وعن شرب الدخان وسماع الموسيقى؟ فأجابوا بالمنع عن ذلك، وأما الدخان فآخر كلمة تقال عنه في أجوبتهم: أنه مكروه وينبغي تركه وعدم الإصرار على تعاطيه، لأن الإصرار على الصغائر يقلبها كبائر، فهذا على القول في تركه، أما على الصحيح فإنه محرم لمفاسده الجمة التي لا يتسع لها هذا الموضع.
ولما أن حان وقت مجيء الكسوة من مصر كما هي العادة في إرسال كسوة الكعبة، منعت الحكومة المصرية من إرسال الكسوة مع عموم العوائد مثل الحنطة والصرر وما شاكل ذلك التي هي من أوقاف أصحاب الخير على أهل الحرمين منذ مئات السنين، ولم تملك الحكومة المصرية منها شيئًا سوى النظارة عليها بسبب أنها الحاكمة على البلاد، ولم تشعر الحكومة السعودية بالمنع إلا في غرة شهر ذي الحجة