عن الشمس، ولقد قام ابن سعود بأعمال طيبة يشكره عليها أهل البسيطة ويخلد ذكرها وذلك لما جبل عليه من الإصلاح ونصرة الدين ورفع قواعد الملة المحمدية ومضادة البدع والمخالفات وإرادة الخير للإسلام وأهله ومن كان هذا شأنه فإنه جدير بالتوفيق.
فمن ذلك أنه أبطل تعدد الجماعات بالمسجد الحرام والمسجد النبوي وغير تلك البدعة التي شتت شمل المسلمين وفرقت جماعتهم في شأن تعدد الأئمة، فيا ليت شعري من أمرهم بهذا التفرق والاختلاف حتى كأنهم كانوا أهل أديان مختلفة وشرائع مؤتلفة بل بأي حجة أسست هذه المقامات التي نصبت لتفريق المجتمعين وتشتيت المؤتلفين وقد بين العلماء أمر هذه البدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان وشنعوا على من قام بها كما ذكره الشيخ الهمام الهندي العارف "صديق بن حسن القنوجي" وأن الذي أحدثها شر ملوك الجراكسة واسمه "فرج بن برقوق" في أوائل المائة التاسعة من الهجرة وأنكر ذلك العلماء في ذلك العصر ووضعوا فيه مؤلفات نقل ذلك عن شيخه محمَّد بن علي الشوكاني وقال بعده: ويا لله العجب من بدعة يحدثها من هو شر ملوك المسلمين في خير بقاع الأرض كيف لم يغضب لها من جاء من الملوك المائلين إلى الخير، لذلك قام ملك الإِسلام عاهل العرب صاحب الجلالة السعودية ومظهر أعلام الشريعة النبوية وأزال تلك البدع وجمع المصلين على إمام واحد في الصلوات الخمس والتراويح واستمر الأمر إلى العصر الحاضر فكان يقوم بخطبة الجمعة والأعياد فضيلة الشيخ محمَّد عبد الظاهر أبو السمح مدير مدرسة دار الحديث بمكة المكرمة فهو إمام المسجد الحرام، وعين لصلاة الظهر يؤم في المسجد الحرام عضو هيئة رئاسة القضاء الشرعية الشيخ محمَّد نور الكتبي، وعين لمساعدة الشيخ أبي السمح في صلاة التراويح أيضًا مدير مدرسة حارة الباب الأميرية الشيخ عبد الله خياط.
ثم إنه قام صاحب الجلالة عبد العزيز فأمر بهدم القباب التي على القبور لأنها أسست على مضادة الشريعة قبح الله من بناها، وإن الذي ساعد على بناية تلك القباب هو غفلة ملوك آل عثمان ومن قبلهم من الملوك الذين ليس لهم عناية في