أن ينال بالبهتان ما عجز عنه بالسنان، ولكن الحق أبلج والله مؤيد دينه، وأخذ بناصية أهله ولو كره المبطلون، هذا وأرجو أن تقبلوا تحياتي واحتراماتي.
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود
أما الملك علي ففرح بتلك الغيرة وانتعش بها وبعث إليه بهذه البرقية:
13 صفر 1344 هـ - أول سبتمبر 1925 م صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم: أهدي جلالتكم الملوكية أعظم الشكر على غيرتكم الإِسلامية الجديرة بذاتكم العالية ومقامكم السامي فيما رغبتم فيه من تنزه البقاع المقدسة أن تكون ساحة قتال، ولا يستكثر ذلك من سليل محمَّد علي باشا الكبير الذي سبقت له خدمة هذه الديار المباركة في مثل هذه الكارثة نفسها مادة ومعنى، ونبرأ إلى الله أن يكون أحد منا نحن أبناء الحرمين الشريفين أراد القتال أو أخذ على الاستمرار فيه سواء ذلك في مكة المشرفة أو المدينة المنورة، وسنسجل على المتسبب مسؤولية ما تهدم فيها من الآثار، وما يزال يعنيها من آذى كجعل القبة الخضراء النبوية هدفًا للرصاص وسائر قبب وقبور آل البيت بالبقيع، وتخريب قبة سيدنا حمزة وهدم ضريحه الشريف طبقًا للأساس الذي قام عليه التوحيد، وبهذه المناسبة نؤكد لجلالتكم إننا قائمون بالواجب الديني والوطني من بذل النفس والنفيس في صيانة ما بقي من تلك الآثار وترميم ما خرب منه حتى يتم إخراج المعتدي بحول الله وقوته من الوطن المقدس كله، ونثق أن العالم الإِسلامي يشد أزرنا في ذلك وفي مقدمته جلالتكم الملوكية بصفتكم أكبر ملوك المسلمين وأعزهم غيرة على الله والدين، أدام الله جلالتكم مؤيدين بالتوفيق والنصر.
التوقيع: علي
إنَّ الشريف علي قد فضح نفسه باعتراضه على الدعوة الوهابية، فلو أنه اكتفى بمسبة خصمه لوجدنا مسوغًا وقلنا للرجل أن يقول ما شاء في عدوه المحنق عليه، إذ الهدف إنما هو التأليب عليه والتأشير وتشويه السمعة لا سيما في مثل هذه الحالة التي هي الطمع في الملك وانتزاعه من الآخر.