الطمأنينة المنشودة ليكون صور الأعمال فيما يحسن التفاهم عليه، فقال عظمة السلطان في كتابه الأخير أكون مسرورًا بمواجهتكم، فسر فؤاد بمثل هذا السرور لكنه خشي أن لا يقوم بكل الأعمال.
ولما قدم على ابن سعود وحصل الاتفاق رأى المندوب شخصًا خطيرًا لا يقعقع له بالشنان، وكان قدومه قبل دخول السنة بثلاثة أشهر فجرى بينهما من الكلام ما ملخصه، قدمت إليكم يا سيدي للتعرف بكم ولإصلاح ذات البين.
فأجابه السلطان: أما تعرفك بشخصي فإن أحب كل عربي مخلص لدينه ووطنه، وأما إصلاح ذات البين فإني أحب ذلك ولكن أين الطريق الذي يوصلنا إليه، إننا لم نجدها لفقدان الأمان في العاجل والآجل، ومن تكون صداقتنا معه بعد الإصلاح فذكر الخطيب، بينكم وبين علي؟ أجابه ابن سعود: أليس علي ولدًا للحسين وأخًا لعبد الله وفيصل؟ فتكلم الخطيب مجيبًا: نعم إنه ولد الرجل وأخو الرجلين ولكنه غيرهم، وإن له لنية طيبة، أجابه ابن سعود: ولم أقل في الرجل شيئًا وأبرأ إلى الله من أن أتكلم فيه بما لا أعلمه، ولكن يكفي فيه أنه ولد الرجل وأخو الرجلين، ولست آمنًا منه كما أنه ليس هناك من يضمن لي بعض ما أشترط، فتكلم الخطيب: الضامن هو أنت لأنك أنت الغالب والعادة أن الغالب هو الضامن، أجابه ابن سعود: لا أعلم ضامنًا له سلطة يكفل ما أطلب وأثق به، فالدول كلها على الحياد ولا نقبل تدخلها في الأماكن المقدسة وأمر العالم الإِسلامي كما ترى، فأجاب الخطيب: إن ضمنت فأنت خير ضامن ونحن تحت سيطرتك، وإن ابتغيت ضامنًا غير ذلك فنحن نفكر فيه، أجابه ابن سعود: إني أقول لك بصراحة أن المسلمين من قومنا اجتمعوا وتفكروا في أمر دينهم ودنياهم فلم يجدوا للصلح مع الحسين وأولاده ما يرضيهم، فأرجوك تركه ونسيانه فإن كان أمر غير ذلك فأنا مستعد، فتكلم الخطيب مجيبًا ما هو ذلك الأمر، أجاب السلطان: إذا كان علي يريد شيئًا من أمور الدنيا فأنا أتعهد له به في العاجل أو الآجل، ولكنني أريد أن أسألك سؤالًا عن الأمر الذي دعاك إلى رجوعك إلى جدة بعد ذهابك منها؟ وما الذي دعا