للحكومة الحجازية بالمال والرجال، وأنه لا سبيل إلى فوزها إلا بإخراج الحسين منها، حتى أدخل في روع أخيه على ذلك وحمله على أن يتوسل إليه بهذه المهمة ففعل علي وقام بدور الناصح، غير أن الحسين أصرَّ على عدم مبارحة البلاد إلا أن يخرج منها بالقوة، فلم يجد الأمير عبد الله بدًا إلا أن يشير إلى بريطانيا بضرورة إخراج والده من العقبة باعتبارها من البلاد التابعة له والمشمول بالانتداب البريطاني ووجوده والده فيها قد يضر بمصالحها ويعرضها لغزو ابن سعود لها، وهذه تعد من أكبر الغش والقطيعة في حق الوالدين، فما وسع بريطانيا إلا أن تبعث إلى الحسين باخرة حربية إلى العقبة تحمل إليه البلاغ الآتي:

لما كان في يوم الخميس 5 ذي القعدة تلقى الحسين هذا البلاغ:

إلى جلالة الملك حسين من وكيل خارجية بريطانيا العظمى تبلغت حكومة جلالة ملك بريطانيا أن سلطان نجد هيأ قوة لمهاجمة العقبة وذلك لأن حكومة جلالتكم بها، ولأن حكومة الحجاز جعلت معان والعقبة بحالة عسكرية ضد ابن سعود، ولا يخفى أن حكومة جلالة ملك بريطانيا مسؤولة عن الأمن العام بفلسطين وشرقي الأردن مع معان التي تعد تحت انتدابها فهي تدعوكم إلى مغادرة العقبة لكي لا تكونوا سببًا لحصول مشاكل جديدة بين بريطانيا وسلطان نجد وتصر بإلحاح على وجوب مغادرتكم العقبة إذ لا يمكنها أن تسمح لكم بالبقاء أكثر من ثلاثة أسابيع، وكان هذا الإنذار شديد الوقع على الحسين وقد جاء في باخرة حربية بريطانية "تسمى فون فلاور" وكان قائد المدرعة قد طلب من الحسين الجواب النهائي فثار الحسين ثورة المهزوم الذي لا مفر له فما معنى هذه الملاحقة أينما ذهب ابن سعود، فيا لعثر الحظ وخيبة الأمل.

أجاب بريطانيا: بأنني ما زلت محافظًا على الود ومخلصًا في الولاء لحكومة جلالة ملك بريطانيا وأنه إلى أن قال وأني فاديت بكل شيء وتخليت عن الملك وغادرت وطني حبًا في السلم وحقن الدماء وأتيت العقبة لأبرهن للعالم أجمع بأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015