إلى الحجاز، فنظرا من السلطان عبد العزيز إلى عدم حل مشاكل الشريف إلا بالقوة، وإجابة لطلب أهل نجد في هذا الاجتماع الذي ثاروا فيه، وطلبوا أمرًا لا مفر منه، أجابهم إلى طلبهم، ومن أراد أن يطاع فليسأل ما يستطاع.
أما الشريف حسين فإنه بعدما قدم إلى مكة عائدا من عمان، أضاف إلى لقبيه الكبيرين لقبًا ثالثًا، فأصبح يلقب نفسه أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين وملك العرب، فالله المستعان.
وفيها في رمضان في العشر الأواخر منه هطلت أمطار عظيمة على القصيم كادت أن تهلك الناس، وتلف بسببها أموال وضاعت أموال أخرجتها السيول من وسط المنازل، لما دخلت البيوت وجاء الوادي المسمى بالفاجرة من مجراه مع الخبيب الكاين في بريدة يمتد من الشمال إلى الجنوب، وكان هذا الوادي لا يجري إلا بتكاثر السيول وأنهارها، وقد أدركت ذلك وأنا في الثامنة من العمر، في حال الدراسة بعد صلاة الظهر على المؤدب، ومعي لوح من خشب، كتب فيه المؤدب آيات من أول سورة المعارج، فرأيت الماء يصب من السماء كهيئة العزالى أفواة القرب، وتعرف هذه السنة بسنة الغرقه، في لغة العامة تأنيث الغرق، وقد رأى رجل من الصالحين في منامه قبيل الغرق، آتيا أتاه في النوم فتكلم سائلًا: أتكون الواقعة في الأموال، أم في الأرواح؟ فسمع مجيبًا له يقول: لا بل بالأموال، فكان كما ذكر.
وفيها في 25 من رمضان ولي الأمير مبارك بن مبيريك إمارة بريدة، وكان رجلًا حليمًا سكينًا.
وفيها وفاة الشاعر النبطي محمد بن عبد الله العوني وهذه ترجمته: هو شاعر الحرب والسياسة المهيج المتقلب ولد في بريدة.
وكان أبوه بناء ولم يكن من ذوي البيوت والشهرة، ولكنه نبغ بالشعر السياسي، فطار صيته، وسارت بأشعاره الركبان.