يستطاع عمل الكسوة في عشرة أيام حتى ولا في معامل أوربا وإنما هذا عمل مدبر وكانت هذه الكسوة من الحرير الأخضر قد صنعت بالأستانة في زمن خروج الأتراك من مكة وجعلوها بالمدينة المنورة إنتظارًا للفرصة صنعتها يوم كان عزمها لفتح مكة بمناسبة تأليف جيش الصاعقة الذي كان يأمل فتح ما سقط من الأراضي الحجازية وقد نشر الشريف حيدر الذي كان ابن عمه ينتظر فتح مكة المشرفة منشورًا طويلًا وكان قد منته نفسه بغرور من الأتراك أن يسترد إمارة مكة سنة 1336، وقد أخطأت الحكومة المصرية في استرجاع الكسوة والصدقات والأوقاف التي ليس لها تعلق بالحكومة ولا بالرضى والسخط كما قد أخطأت في استرجاع رجال المحمل بعد ما أحرموا ووالله لمما يذيب القلب حزنًا وأسفًا اتخاذ أعمال الحج ألعوبة كألاعيب الصبيان يلعب بها كل من أراد ذلك وإذا كان هناك سوء تفاهم ولم يوفق المقام لحل فلا ينبغي أن تحرم الكعبة ثوبها ولا فقراء الحرمين ما أعطاهم الله صدقة من الأجواد التي جعلت تصرف مصرفها فيا للجهالة العميا استرجاع ما ذكر لأجل التشفي من أمير مكة.
في هذه السنة عمل الشريف حسين بن علي كسوة للكعبة من القيلان نسجت بالعراق وهذا إنما فعله احتياطا لما عساه أن جاء وقت كسوة الكعبة يوم عيد الأضحى ولم يحل الخلاف الواقع بينه وبين الحكومة المصرية وامتنعت من إرسال الكسوة أن يكسوها بها لكنها جاءت الكسوة في هذه السنة وبقيت كسوة القيلان محفوظة.
وفي هذه السنة خلطت المؤتمرات وحصلت المفاوضات في شأن السلطان بن سعود والشريف الحسين وذلك لما كان يرسل صرر الذهب من الأموال لديه لمساعدة رجال ثورته وبعث إلى جلالة الملك عبد العزيز بصرر منها وبعد ما فهم ابن سعود قصده وما يبيته له من الكيد وخاب كل تدبير يدبره له الحسين ولم تفلح حملاته عليه لجأ إلى الدسائس في استفزاز ابن رشيد واستنهاض آل عائض ثم أوعز إلى إبنيه في العراق وشرقي الأردن الرقيم أن يحرضا عليه القبائل الموالية لهما ويشن الغارات