ولما أن أظفر الله ابن سعود في واقعة تربة جعل فيها أميرًا من قبله عليها عبد الرحمن بن معمر مؤيدًا بسرية أغلبها من عبيد بن رشيد الذي قد فروا إليه من حائل، غير أنهم ما لبثوا إلا ثلاثة أشهر حتى قتلوا ابن معمر وفروا إلى الشريف فأكرمهم وقربهم ولعله بإيعاز منه، والدليل على ما ينطوي عليه أن أهل نجد لما حجوا في هذه السنة تحت إمارة ابن سويلم كما قدمنا ليؤدوا فرائضهم بعد ما منعوا من الحج عدة سنين وكان أمير حاج أهل القصيم الهمام النبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن شريدة اختاره الأهالي وقدموه على من سواه، وكان موجودًا إذ ذاك زعماء من القصيم غير أنها اقتضت المصلحة تقديمه على من سواه فجاءهم لما قربوا من الحجاز مطية من الشريف حسين بن علي تحمل نجابًا يحمل الأوامر وهي الأمر لأهل نجد بأن يطووا البيارق وينكسوا السلاح ولا يكبروا، فمنعهم حتى من التكبير الذي هو شعار الإسلام عياذًا بالله من ذلك.
وفي هذا الموضع نذكر نبذة في التعريف بآل شريدة فنقول هم أسرة يسكنون مدينة بريدة في القصيم، من أشهرهم زعيم بريدة محمد بن عبد الرحمن بن شريدة (?) وأخوه منصور بن عبد الرحمن بن شريدة، وكان رجلًا من خيار عقيل الذين كانوا يسافرون إلى الشام ومصر والعراق للتجارة وكان متمسكًا بدينه ويأمر اصحابه ومن في معيته بأداء الصلاة والمحافظة عليها علنًا.
ومنهم إبراهيم بن عبد الرحمن بن شريدة أمير حاج القصيم.
ومنهم يحيى بن عبد الرحمن بن شريدة ويلقب بأبي الأيتام لأنه يحنو على الفقراء والمساكين وله تمسك في العقيدة وأبوهم عبد الرحمن بن يحيى بن شريدة، وكان شريدة هذا عالمًا بعثه ابن سعود إلى الجوف ثم حمله عبيد بن رشيد معه إلى حائل فسكنها وتزوج بها وولد له يحيى وكان ليحيى هذا عدة أبناء وفي شريدة جد الأسرة يقول الشاعر معرضًا بأنه عالم ليس له همة في الدنيا: